إسطنبول (زمان عربي) – السؤال: هل يمكن أن تشرحوا الآية السابعة من سورة العنكبوت: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَن عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ”؟
الجواب: من أكثر المبادئ التي أولى القرآن الكريم أهمية لها ورغب في استقرارها في الأذهان هي أن باب النجاة مفتوح دومًا مهما كان خاطئا في عقيدته ومهما كانت أعماله سيئة. إذ إنه بعدما يعود الإنسان إلى ربه من قلبه مرة واحدة ودخل من باب التوبة أو الإيمان؛ أي أنه نظم استقامته وحقق نقاء الروح الذي يرغب فيه المولى عز وجل ويجعل قلبه عامرًا بالإيمان وحياته مفعمة بالأعمال الصالحات، فعندئذ ستزول ذنوبه وتُكفر عنه سيئاته وتُمحى بأكملها لا محالة.
وهذا الإنسان سيعتبر وكأنه بدأ الحياة مجددًا باعتباره مؤمنًا طاهرًا؛ بل ويجزي الله تعالى هؤلاء الناس أحسن الذي كانوا يعملون بفضل الأعمال الصالحة التي كانوا يفعلونها حسبما تخبرنا الآية الكريمة المذكورة آنفًا.
ولا غرو في أن هذه المكافأة لها جانب أخروي. إلا أنه طالما لم تُذكر عبارة تقتصر تحقيق هذه المكافأة في الآخرة فحسب، فمن الممكن أن نفكر هنا في أنها ذُكرت للدلالة على أنها مفاجأة في الحياة الدنيا والآخرة على حد سواء.
وإذا ما فكرنا في أن جميع الأعمال الصالحة والمساعي المثمرة في قوله “عملوا الصالحات” المذكورة في الآية الكريمة تشمل الأمور المفيدة التي تساهم في التطوير المادي والمعنوي سواء للفرد أو المجتمع ونهضته، فيتبين بصورة أدق معنى المكافأة في الحياة الدنيا أيضا.
وبما أن عبارة “عملوا الصالحات” تشمل في فحواها مكافحة جميع أنواع السيئات التي لا تتوافق مع رضاء الله وطريقه المستقيم، فلا ريب في أن وعد الله تعالى بهذه المكافأة يشمل النجاح في مكافحة السيئات، ومن ثم تحقيق مجتمع فاضل.