واشنطن (زمان عربي) – أفاد المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد فيليبس بأن الحوار بين أمريكا وتركيا وصل إلى نقطة الصدع.
وذكر راديو صوت أمريكا أن فيليبس الذي عمل مستشارا خبيرا في الخارجية الأمريكية طوال عهود 3 رؤساء مختلفين، أشار إلى أنه قد يتعين على أمريكا اختيار قرار من أصل اثنين. إذ أكد المستشار أن العلاقات بين تركيا وأمريكا تزداد غرابة مع مرور الوقت، وأن أمريكا تعزز علاقاتها بحزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب الكردية.
ويرى فيليبس أن المعضلة الكبرى بين الدولتين هي اختلاف وجهات النظر تجاه الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب. وأن أمريكا ليست مضطرة لأخذ إذن من تركيا كي تقاتل داعش. وقد نالت قوات حماية الشعب ثقة قوات التحالف الدولي لأنها تحارب داعش. وأثبتت أنها خير حليف في مكافحة داعش والإرهاب. ولذلك فإن أمريكا تدعمها بالسلاح وتوفر لها الحماية الجوية، وستستمر أمريكا بدعمها وحمايتها لقوات حماية الشعب ما دامت قوات حماية الشعب تكافح داعش.
ولفت فيليبس إلى أن أمريكا قد تنشئ قاعدة جوية في الأراضي التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب في حال امتناع تركيا عن السماح لها باستخدام قاعدة إنجيرليك.
وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر صراحة عن مخاوف أمريكا حول هذا الموضوع أثناء زيارته لتركيا ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
ولم يُعقد مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع لأن الطرفين فضلا عدم الإفصاح عن اختلافهما في وجهات النظر. ذلك لأن الخلافات تتعمق باستمرار بين الطرفين، فتركيا رفضت مكافحة داعش منذ 2012 حتى يومنا هذا. فلا يزال المهربون ينقلون نفط داعش. ولم تلبّ تركيا التطلعات الأمريكية في مكافحة داعش مع أنها عضو في الناتو وفي التحالف الدولي لمكافحة داعش.
وأوضح فيليبس أن أمريكا اضطرت إلى التستر على أخطاء تركيا، وقال: “ثمة أنباء تفيد بأن تركيا لا تقيم علاقات في تجارة النفط مع داعش. هذا الكلام صحيح من الناحية التقنية، ولكن المهربين الأتراك يلعبون دورا في كل مراحل التجارة بنفط داعش. والأتراك يحققون المكاسب جراء هذه التجارة. ومن بين هؤلاء المهربين أصحاب ناقلات نفط ينقلون النفط من مستودع جيهان في جنوب تركيا. وهم يحققون أرباحا كبيرة من النفط السوري الرخيص. وفي هذه الحال تضطر أمريكا للتستر على ما يفعله الأتراك”.
كما شدد فيليبس على أن مقتل مئات المدنيين في تركيا خلال الأشهر الماضية يعتبر جريمة ضد الإنسانية. وأضاف: “لو لم تلجأ تركيا إلى العنف بعد مقتل الشرطيين لما جرت هذه الاشتباكات مع العمال الكردستاني. فأردوغان يفعل في تركيا ما فعله ميلوسوفيتش في يوغسلافيا وصربيا. وهو يختلق المشاكل التي لا يحلها إلا هو”.
وقد اختتم فيليبس كلامه قائلا: “الثقافة التركية مضيافة. الأتراك أعزاء النفس، ولا يريدون أن تسوء سمعة بلدهم على الصعيد الدولي. ولا يرغبون أن يُتهم أردوغان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كما أن تركيا عانت الكثير من الدولة العميقة على مدى سنوات عديدة. أما الآن فقد حل مكان تلك الدولة العميقة، دولةٌ عميقة إسلامية، وهي بيد حزب العدالة والتنمية الذي يتبنى الإسلام السياسي”.