أنقرة (زمان عربي) – بعد الانتقادات العنيفة التي وجهها نائب رئيس الوزراء التركي السابق بولنت أرينتش لحزب العدالة والتنمية الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان جاءت انتقادات مماثلة من حسين تشيليك المتحدث السابق باسم الحزب وأحد أقطاب الحزب الذي لعب دوراً كبيراً في تأسيسه عام 2001 هذه المرة.
وقال حسين تشيليك إن رفاقهم الذين ساروا معهم على درب واحد في فترة من الفترات وبذلوا جهودًا مضنية من أجل الحزب يتعرضون اليوم للتهميش والإقصاء.
وكشف تشيليك عن خطورة الوضع الحالي لحزبه العدالة والتنمية، معبراً عن ذلك بقوله إن المياه بدأت تتسرب إلى داخل سفينة الحزب. ولفت إلى ضرورة عدم نسيان أن تصويت الناس للعدالة والتنمية في انتخابات الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كرها وعلى مضض.
وقال تشيليك في معرض رده على أسئلة الكاتب أحمد حاقان بصحيفة “حريت” التركية إن تركيا تعاني خمس مشكلات رئيسية، هي: “الاستقطاب والفوضى في السياسة الخارجية وسوء الاقتصاد والأوضاع الأخيرة في المسألة الكردية ومكافحة الإرهاب وتحول مجابهة ما يسمى بـ”الكيان الموازي” إلى بارانويا الارتياب”.
“زملاؤنا تم تهميشهم وإقصاؤهم”
وقال تشيليك “كنتُ أحد الشخصيات المشاركة في الفريق المكون من 11 شخصًا كتبوا برنامج الحزب قبل تأسيسه. إلا أنه لا يوجد أحد اليوم من هذا الفريق ضمن طاقم صنع القرار في الحزب. الأصدقاء الذين سرنا معهم على درب واحد وبذلنا معهم قصارى جهدنا تم تهميشهم وإقصاؤهم وأُلقي بهم جانباً بصورة ممنهجة. مشكلتنا ليست فردية. فنحن في سفينة واحدة. قد تكون قمرتكم (غرفة القيادة) مريحة (إشارة إلى راحة أردوغان في قصره الفاخر). لكن لو كانت المياه تتسرب من أسفل السفينة فهذا يعني أنكم أيضًا ستغرقون”.
“لا يحسنون إلى أردوغان!”
وأضاف: “لماذا نغضب على الكماليين (أنصار كمال أتاتورك)؟ ألم نغضب عليهم لأنهم ينسبون كل الفضل في النضال الوطني الذي يُعد نضال إيمان وكرامة لجميع الأمة إلى شخص واحد هو مصطفى كمال أتاتورك؟ هل نحن الآن نقع في الخطأ الذي وقع فيه الكماليون؟ يجب على الذين يتظاهرون بأنهم يدافعون عن السيد طيب أردوغان ويقذفون الناس بأبشع الألفاظ أن يعرفوا أنهم لا يحسنون إلى أردوغان أبدًا”.
“الناس صوتوا كرهاً لصالحنا في 1 نوفمبر “
وقال تشيليك “يلزم أن نقرأ جيدًا ما حدث في انتخابات الأول من نوفمبر. إذ صوت لنا عدد كبير من المواطنين في هذه الانتخابات كرها. الناس صوتوا لأنهم يرغبون في مواصة الاستقرار وعدم الحد من لقمة العيش. لذا يلزم ألا ننسى السابع من يونيو/ حزيران (الذي لم يحصل الحزب على الأصوات الكافية لتشكيل الحكومة منفردًا)”.
“عدم التدخل في الاغتيالات المعنوية أسوأ من هذا الفعل ذاته”
وأردف: “تدافعون عن الزعيم في مائة قضية، وعندما تقولون في قضية واحدة “أليس من الأفضل أن يكون الأمر هكذا”،تتعرضون حينها للاغتيال المعنوي من قبل البعض. ليس هذا إلا غياب المروءة وسوء الأدب والأخلاق. لكن الأسوأ هو عدم التدخل في الاغتيالات المعنوية الممارسة”.
“نبهت إلى جسامة الأوضاع لكن لم تؤخد على محمل الجد”
وأضاف: “للأسف الشديد كانت هذه الحالة المرَضية موجودة أيضًا في عهد السيد عبد الله جول عندما كان رئيسًا للجمهورية. وقد تحدثت آنذاك لكبار المسؤولين عن خطورة وجسامة الأوضاع بضرب عديد من الأمثلة. غير أن بعض الصحفيين المقربين من العدالة والتنمية كانوا يسبون هذا وذاك ويهددون ويضعون شتى القواعد من عند أنفسهم ويفرضونها على الآخرين. وهؤلاء الناس ليست لهم قيمة شخصية. ولا يعتمدون على قوتهم الذاتية عندما يفعلون ذلك”.