بغداد (رويترز) – استعادت القوات العراقية أراضي إلى الشرق من الرمادي من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الثلاثاء وهو ما أعاد ربط عاصمة محافظة الأنبار بقاعدة عسكرية رئيسية على مقربة في حين دعا مسؤولون إلى تقديم تمويل دولي للمساعدة في تطهير المدينة من المتفجرات.
وأعلن الجيش العراقي انتصاره في ديسمبر كانون الأول على تنظيم الدولة الإسلامية في الرمادي بعد أن سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على المبنى الحكومي الرئيسي لكن إخراج المتشددين من المشارف الشرقية الريفية استغرق أسابيع.
وكانت استعادة الرمادي أول انتصار كبير للقوات التي دربتها الولايات المتحدة منذ انهارت في مواجهة هجوم شنه المتشددون عام 2014. وأعطت استعادة الرمادي دفعة لمسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لإخراج متشددي الدولة الإسلامية من الموصل كبرى مدن شمال العراق في وقت لاحق هذا العام.
وقال بيان بثه التلفزيون الرسمي إن قوات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب استعادت عدة مناطق من بينها بلدة حصيبة الشرقية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات شرقي الرمادي.
وأضاف “قواتكم تتقدم الآن بكل ثبات وعزيمة لمطاردة العدو المهزوم كما وتمكنت ايضا من فتح طريق الرمادي بغداد المار عبر الخالدية” في إشارة إلى طريق سريع يربط المدينة بقاعدة الحبانية العسكرية التي تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي “كامل الرمادي الآن أصبحت محررة” مضيفا أن تسليم السلطة من الجيش للشرطة المحلية يجري بسلاسة.
وذكرت مصادر أمنية أن المتشددين مازالوا متحصنين في بعض المناطق الريفية الشمالية المتاخمة للطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب. وقال الراوي للصحفيين في بغداد “التحدي الأكبر أمامنا هو تطهير المناطق من الالغام والذي يتم لحد الان بجهد محلي بسيط.”
ويعزز التقدم الذي تحقق اليوم الثلاثاء جهود الحكومة لتضييق الخناق على مدينة الفلوجة معقل تنظيم الدولة الإسلامية الواقعة بين الرمادي وبغداد والتي يحاصرها الجيش وجماعات شيعية مسلحة مدعومة من إيران.
وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الانسانية بالعراق إن جهود المنظمة الدولية لتحقيق الاستقرار في الرمادي استعدادا للعودة المتوقعة لمئات الآلاف من المدنيين النازحين يتوقع أن تتكلف 50 مليون دولار تقريبا.
وأضافت أن هذا سيشمل 15 مليون دولار لإزالة مئات العبوات الناسفة بدائية الصنع التي زرعها متشددو الدولة الإسلامية على الطرق وفي المباني. وناشدت جراند المانحين الدوليين زيادة المبلغ الحالي المخصص لتلك العملية وهو عشرة ملايين دولار.
وقالت “في ظل معدل الإزالة الذي يجري باستخدام الطاقة المحدودة المتاحة فإن تطهير منطقة تميم سيحتاج لما يصل إلى تسعة أشهر” في إشارة إلى منطقة جنوبية كبيرة من الرمادي ستشهد المرحلة الأولى من جهود الأمم المتحدة.
وتعتزم الأمم المتحدة أيضا إصلاح البنية التحتية لقطاعي الصحة والطاقة في الرمادي والتي دمر معظمها في القتال الذي شمل تفجيرات نفذها تنظيم الدولة الإسلامية وضربات جوية مدمرة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت جراند “يجب إعادة بناء آلاف المنازل ويجب إعادة بناء آلاف المباني. التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة.”