لندن (زمان عربي) – كشفت تقارير إعلامية عن النقاش الحاد بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أثناء المشاورات التي جرت بينهم حول اللاجئين السوريين.
ففي قمة دول العشرين التي عُقدت في مدينة أنطاليا بتركيا بتاريخ 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 خاطب أردوغان زعماء الاتحاد الأوروبي قائلا: “إذا لم نستقبل اللاجئين فهل ستقتلوهم”؟ كما هدد أردوغان بأنه يستطيع فتح حدود تركيا مع بلغاريا واليونان لإرسال اللاجئين بالحافلات إلى أوروبا.
ونشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية هذه الأنباء نقلا عن موقع إلكتروني يوناني على حد تعبيرها.
وقالت التقارير إنه تبين أن أردوغان قال إن الاتحاد الأوروبي يماطل مع تركيا مستهزئا بها منذ 53 سنة.
وقد أورد المحرر الدبلوماسي لفاينانشال تايمز ألكس باركر النقاشات على النحو التالي:
قال أردوغان: “تركيا ليست بحاجة إلى أموال الاتحاد الأوروبي سواء كان المبلغ 3 مليارات أو 6 مليارات”. كما ذكر أردوغان أن بإمكانه إرسال اللاجئين إلى الحدود البرية اليونانية والبلغارية عبر الحافلات متى شاء ذلك. وأضاف: “فإن كنتم ستدفعون لنا 3 مليارات يورو فقط من أجل سنتين فلا داعي للكلام”.
وطرح أردوغان سؤالا بليغا: “ما الذي ستفعلونه إذا لم نتفق على صيغة معينة؟ هل ستقتلون اللاجئين كلهم”؟
ومن جانبه أفاد يونكر بأن تركيا دولة محورية في أزمة اللاجئين، ولكننا إذا لم نتمكن من تطبيق اتفاقية 5 أكتوبر، فسنُضطر إلى البحث عن حلول أخرى.
وأضاف: “أرجو ألا تنسوا أننا أجلنا إصدار التقرير المرحلي إلى ما بعد الانتخابات. حتى إننا واجهنا انتقادات من أجل ذلك. أما بشأن المبلغ المالي فهذا موضوع لا أخوض فيه لا أنا ولا دونالد توسك”.وحينها قاطعه مستشار الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو بقوله: “ولكن مبلغ 3 مليارات يورو إهانة بالنسبة لنا”.
وتابع: “لقد ذكر أردوغان أن هذا التقرير المرحلي لم يدعم فوزه في الانتخابات. واعتبره نوعا من الإهانة. فمن الذي أعد هذا التقرير؟ وكيف خرجتم علينا به؟ فهذه ليست تركيا الحقيقية. فلم تحضروا لتسألوني عن حقيقة تركيا. فكثير من الأتراك لا يرغبون بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بسبب مثل هذه التقارير”.
عندها ذكَّر يونكر بأن تأجيل التقرير المرحلي جاء بناء على طلب أردوغان. وقال:”كنتُ أظنكم تريدون التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي. ولكنني أدركت أنني كنتُ مخدوعا. إلا أننا فعلنا ما كان يتوجب علينا”.
وردَّ عليه أردوغان: “هلا ذكرت لي مثالا واحدا على الالتزام بعهد واحد أو على تقدم ملموس واحد. فقال يونكر: “جمع المصادر اللازمة، ووجود إرادة لازمة للتقدم في موضوع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، كما ذكر بأنه سيتم الإسراع في اتفاقية تأشيرة الدخول. ولكن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت”.
بيد أن أردوغان أصر على أن الاتحاد الأوروبي لم يفعل شيئا من أجل تركيا. وقال: “المال من أجل اللاجئين وليس من أجل تركيا. وأنتم تتحدثون عن المقررات التي تم تداولها قبل العضوية. ولا جديد لديكم. فلا يوجد عنوان واحد من بنود المباحثات. ونحن ننتظركم منذ 53 سنة. وأنتم تستهزئون بنا”.
ورد عليه يونكر بأن تركيا لم تُحكم من قبل نظام ديمقراطي منذ 53 سنة. فقاطعه أردوغان بأن ذلك العهد لم تكن إنجلترا وألمانيا اللتين خاضتا حربا طاحنة، ديمقراطيتين أيضا. وكذلك اليونان وإسبانيا والبرتغال. وكان على يونكر ألا يقارن تركيا بلوكسومبورج التي ما كانت أكبر من مدينة في تركيا.
فقال يونكر يجب التوصل إلى حل خلال 15 يوما. فنحن نبذل جهودا حثيثة، وقد استقبلناك في بروكسل استقبال الأمراء.
فرد أردوغان: استقبال الأمراء؟ طبعا فأنا لست زعيم دولة من دول العالم الثالث.
فقال يونكر بأنه تم السماح لتركيا بالمشاركة في قمة 28+1، وهذا لم يتأتَّ لدولة أخرى غير تركيا.
فرد أردوغان: “طبعا، لو كنت مكانكم لفعلت ذلك أيضا. ولكن لا تسيئوا إلينا بهذا الشكل السافر”. ثم التفت لمن حوله وقال: “أنا أمثل 80 مليون شخص. ولكن كلام يونكر ليس لبقا”.
تركيا، أخبار تركيا، لاجئون سوريون، أردوغان، يونكر