لندن (زمان عربي) – نشرت مجلة «الإيكونومست» الأسبوعية البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة، ملحقًا خاصًا عن تركيا، يضم ثماني مقالات تُقيّم الوضع الراهن في البلاد من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية ومن المسألة الكردية إلى القومية المتزايدة.
ويلخص المقال الرئيسي الذي حمل عنوان «سلطنة أردوغان الجديدة» في الملحق الخاص، التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي شهدتها تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى الحكم في عام 2003 وحتى الآن.
وجاء في المقال حول جامع «تشامليجا» الذي يُقال إنه سيكون أكبر جامع في تركيا بعد الانتهاء من تشييده: “إن حجم الجامع ورمزيّته يعكس رؤية وإرادة رجل واحد هو رجب طيب أردوغان. فأردوغان الذي عمل رئيسًا لبلدية إسطنبول قبل نحو 20 عامًا يعلو هكذا في سياسة الدولة”.
وأوضح المقال أن تركيا شهدت تغييرات مذهلة منذ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى الحكم في عام 2003 وحتى الآن، مشيرًا إلى أن سكان الدولة شهدوا فترة جديدة من نواح عدة.
إلا أن المقال يلفت إلى أن أردوغان واجه خلال هذه المرحلة أيضًا المسألة الكردية ومشكلات اقتصادية: “انهيار مفاوضات عملية السلام الداخلي بين الحكومة ومسؤولي منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية يظهر أن الدولة ستشهد المزيد من إراقة الدماء. وأردوغان يواجه في الوقت ذاته رياحا معارضة على الصعيد الاقتصادي. صحيح أن اقتصاد تركيا أصبح قويًا مقارنة بما كان عليه في السابق لكن المشكلة الجوهرية هي تصرف الحكومة وكأن تقدمها الجيد سيستمر على الدوام”.
وأوضح المقال أن تركيا في وضعية حرجة من الناحية الجيوسياسية وأن الحرب الأهلية التي تموج بها سوريا أدخلت تركيا في حالة أكثر هشاشة، معتبرا أن الحكومة لم تظهر احترافًا وبراعة على الصعيد الدبلوماسي.
وأعاد المقال إلى الأذهان الهجومين الانتحاريين اللذين وقعا في أنقرة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول وأسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص، لافتًا إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يشكّل خطرًا جديدًا على تركيا عبر هذه الهجمات.
وأضاف المقال: “وفي ضوء كل هذه الأحداث قدم الناخب التركي دعمه من جديد لحزب العدالة والتنمية من أجل تشكيل حكومة قوية بدلًا من اتهامها بالفشل”، موضحًا أن نصف السكان يدعم الرئيس أردوغان والحزب الحاكم، فيما ينظر النصف الآخر منهم إليهما بالشك والريبة، بل ويعارضهما بصورة قطعية.
ونوّه المقال إلى أن زعماء تركيا الذين لا يزالون يتصرفون بجشع الهيمنة والسيطرة لا يبذلون الجهود الكافية لإصلاح الشقوق الداخلية. واعتبر أن المشكلة الكردية وهشاشة الاقتصاد التركي إزاء الصدمات الخارجية تُنذر بخطر كبير يلوح في الأفق، فضلًا عن أن عدم تسامح العدالة والتنمية تجاه المعارضين وموقف أردوغان الصارم يشير إلى وجود مشكلة بالداخل.