إسطنبول (زمان عربي) – تبين أن أسلحة الاغتيال التي تُستخدم ضد القوات الأمنية التركية في الاشتباكات التي اندلعت في أعقاب السابع من يوينو/ حزيران الماضي في مدن جنوب شرق تركيا وتأججت بصورة كبيرة في الشهرين الماضيين بدأت منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية توزيعها على عناصرها قبل عامين ونصف العام خلال مفاوضات السلام مع الحكومة.
اللافت أن الكاتب التركي جولتكين أفجي، المعتقل حاليا في إطار قضية تنظيم السلام والتوحيد الإيراني الإرهابي بسبب مقالاته ضد إيران كتب في مقالات له قبل عامين ونصف العام أن المنظمة الإرهابية تستعد لحرب أهلية، وأنها وزّعت أسلحة قناصة على أعضائها موضحًا أن الحكومة لم تحرك ساكنًا حيال ذلك.
وكان أفجي زعم في مقالاته التي كتبها قبل نحو عامين ونصف العام أن المنظمة الإرهابية وزعت أسلحة قناصة على أعضائها. وأنه تساءل آنذاك “من هم الذين سيقتلون بأسلحة القناصة هذه”،في حين أنه سأل القاضي هذه المرة أثناء محاكمته أمس قائلاً: “من الذين يُقتلون اليوم بهذه الأسلحة”، السؤال الذي لم يجد القاضي جواباً له ليرد به.
وأعلن محامي جولتكين أفجي، النائب السابق المحبوس بشكل غير قانوني في سجن “سيلفري” بعدما اعتقل بسبب سبعة مقالات انتقد فيها سياسة الحزب الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان تجاه المنظمة الإرهابية وإيران، أن موكله أرسل إليه خطابًا للرأي العام والمحكمة التي بدأت نظر قضية السلام والتوحيد مطلع هذا الأسبوع.
السؤال الذي أسكت القاضي
ويقول أفجي: “كنتُ قد سألت قاضي محكمة الصلح والجزاء الذي أصدر قرارًا باعتقالي قائلاً: “هذه المقالات ضد مصالح أية دولة”. فأجابني: “ضد إيران”. لكنه ما لبث أن لاذ بالصمت والسكوت بمجرد أن سألته “لو كان القضاء الإيراني هوالذي يحاكمني على هذه المقالات لتفهمت الأمر. لكن لماذا أنتم تفعلون ذلك”.
وأضاف أفجي “هذا التحقيق كان يجب أن يرفعه بحقي النائب العام في طهران. هل من المكن أن تفتح إيران تحقيقاً مع صحفي إيراني وتعتقله، لأنه تحدث عن المخابرات التركية وأنشطتها في إيران؟ والأمر الأكثر غرابة هو أن العبارة التي كثيرًا ما يرددها عرفان فيدان المدعي العام الذي يشرف على التحقيق: “منظمة جيش السلام والتوحيد والقدس الإرهابية المزعومة.. المزعومة!”.
وأضاف “أنا أول من كتب عن تأسيس حركة الشباب الثوري الحر، الكيان الشبابي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وقوات الميليشيا في أغسطس/ آب 2013، وكتبت عن ماركات وعدد الأسلحة الثقيلة (رشاشات بيكسي ومسدسات طراز جلوك وبنادق كلاشينكوف وقناصة)، وكتبت عن عدد قوات الحركة وشكل إدارتها”.
“تذكروا تلك المقالات التي كتبتها تحت عنوان “استعدادات لحرب أهلية داخل العمال الكردستاني 1،2،3،4). صحيح أنه كان يجب أن تجرى عملية السلام ولكن ليس بهذا الشكل. وقد استخدمت في إحدى مقالاتي الجملة الآتية: “من هم الذين سيقتلون بهذه الأسلحة؟” والآن يجب أن أسأل مرة أخرى: “من الذين يُقتلون اليوم بأسلحة القناصة هذه التي كان يعلم حزب العدالة والتنمية الحاكم وجهاز المخابرات بتوزيعها قبل عامين ونصف العام لكنه أوقف الجيش والشرطة عن الحيلولة دون ذلك؟ هل يصح أن تجري عملية سلام خارج إطار القانون؟”.