باريس (أ ب) – يقوم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بزيارة رسمية تاريخية إلى فرنسا، في مسعى لإقامة علاقات تجارية وسياحية، بعد انفتاح اقتصاد الجزيرة الواقعة في منطقة البحر الكاريبي.
تأتي هذه الزيارة بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي في باريس في ديسمبر/ كانون أول لخفض ديون كوبا الخارجية – وتأتي أيضا عقب استضافة باريس للرئيس الإيراني حسن روحاني.
هذه هي أول زيارة رسمية لكاسترو (84 عاما) إلى أوروبا منذ تولي السلطة من شقيقه الأكبر فيدل عام 2006.
وقام الرئيس الكوبي بزيارة خاطفة لروما العام الماضي للقاء البابا فرانسيس.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند- الذي تزعم لوقت طويل الحزب الاشتراكي الفرنسي، الرئيس الكوبي كاسترو اليوم الاثنين بعناق حار في ساحة قصر الإليزيه، وقبل أن يبدآ اجتماعهما، بأن صاح بالفرنسية “فيف كوب”(تحيا كوبا).
ويتوقع أن يدلي الرئيسان ببيان صحفي مشترك قبل التوجه لحفل عشاء رسمي على شرف كاسترو.
يلتقي كاسترو غدا الثلاثاء رئيس الوزراء مانويل فالس وعمدة باريس آن هيدالغو ويزور متحف الإنسان “موزيه دو لوم”.
يلتقي الوفد الكوبي أيضا برجال الأعمال الفرنسيين وإيرينا بوكوفا مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
كان أولاند أول رئيس فرنسي يزور كوبا منذ نصف قرن في مايو/ أيار بهدف تعزيز التجارة بين البلدين، لعبت الحكومة الفرنسية دورا فاعلا في تأمين صفقة خفض الديون.
وفي ديسمبر/ كانون أول، تخلى نادي باريس للدول الدائنة عن 8.5 مليار دولار قيمة أقساط فوائد الديون المستحقة على كوبا مقابل وعد كوبا بتسديد قروض قيمتها 2.6 مليار دولار للدول المتقدمة خلال العام ونصف المقبلين.
فرنسا، التي تدين كوبا لها بمتأخرات تصل إلى أربعة مليارات دولار، هي التي قادت المفاوضات مع المانحين.
تتطلع الشركات الفرنسية إلى فرص الأعمال في كوبا خاصة في مجال السياحة والنقل والأطعمة والبيئة.
وشهدت كوبا ازدهارا سياحيا العام الماضي في أعقاب تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. وزاد عدد الفرنسيين الذين زاروا البلاد 30 في المائة في 2015 مقارنة مع الأعوام السابقة.
من المتوقع أن توقع 12 اتفاقية ثنائية خلال زيارة كاسترو، ومنها واحدة تتعلق بالديون المتبقية لفرنسا، والتي تقدر بنحو 390 مليون دولار (360 مليون يورو).
ويأمل البلدان كذلك في تطوير التبادلات العلمية والجامعية.