مدريد (وكالات) – أظهر تفكيك الشرطة الاسبانية شبكة جديدة لتجنيد وإرسال المقاتلين لصالح حزب العمال الكردستاني تنامي نشاط التنظيم الإرهابي في دول الاتحاد بالتزامن مع اشتداد أعمال العنف التي يمارسها في شرق وجنوب شرق تركيا.
وخلال حوالي 3 سنوات اعتقلت اسبانيا نحو 19 شخصا وقالت الشرطة إن الموقوفين تعاونوا مع مقيمين في دول أوروبية أخرى “على تقديم البنية الأساسية اللازمة لإرسال مقاتلين” إلى التنظيمات الكردية في سوريا وتركيا.
وأظهرت أحداث عدة أن حزب العمال الكردستاني يستعمل نفس أساليب تنظيم” داعش” الدعائية في تجنيد شباب ومراهقين أكراد في دول أوروبا وأمريكا الشمالية، بعضهم لايزال في مقاعد الدراسة، ومن ذلك نشر فيديوهات مصورة لمقاتلين مع أغان حماسية على الإنترنت وتغطية مصاريف التنقل والإيواء والتدريب، واستعملت منظمة حزب العمال الكردستاني قتال داعش كغطاء لتكثيف عملية الدعاية والتجنيد ، وزادت وتيرتها بنقل المقاتلين من أوربا ودول أخرى منذ ان بسط الفرع السوري للعمال الكردستاني سيطرته على ثلاث مناطق في الحسكة وكوباني وعفرين قبل أن تمتد أطماعهم لضم قرى عربية وتركمانية بعد تهجير سكانها، و أقلق ذلك تركيا وعبرت عن رفضها القاطع وجود حزام كردي يلتف حول حدودها الجنوبية ويهدد أمنها القومي.
وقبل أن تعود موجة العنف الجديدة أعلن حزب العمال الكردستاني رسميا وقفا لإطلاق النار مع تركيا في مارس 2013 في أعقاب الدعوة التي وجهها زعيمه عبد الله أوجلان لإنهاء النزاع المسلح، لكن ذلك لم ينه تماما نشاط خلاياه المزروعة في أوربا ولم تتوقف عن تنفيذ عمليات التجنيد والدعم اللوجيستي حتى في فترة المفاوضات مع الحكومة التركية
ويعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى حزب العمال الكردساتني تنظيما إرهابيا، لكن تركيا تقول إنهم يغضون الطرف في الغالب عن نشاطات التنظيم الإرهابي وخلاياه الدعائية واللوجيستية، حتى بعد ان تبين إن نشاطاتها تمتد أيضا لتزوير جوازات السفر و وثائق الهوية وتخزين أسلحة ومواد متفجرة، و تاخذ أحيانا شكل مؤسسة إعلامية للدعاية كما كان الحال في بلجيكا حيث نفذت الشرطة خلال ثلاث سنوات متتابعة مداهمات منفصلة استهدفت أيضا مكاتب قناة “روج” التلفزيونية الكردية، أما في فرنسا فكشفت المداهمات عن استعمال شبكات الدعاية والتجنيد لبعض مؤسسات المجتمع المدني كغطاء لإخفاء نشاطها الحقيقي كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة البيت الديموقراطي والثقافي للشعب الكردي في مرسيليا، بل وصل الأمر لاقامة معسكرات تدريب في جنوب فرنسا، وتقول وسائل إعلام تركية أن ألمانيا وحدها تحصي أزيد من 300 جمعية تعمل لصالح حزب العمال الكردستاني، وتجمع له سنويا أموالا كبيرة، و في حالات قليلة معروفة تدخل الأمن الألماني كما حدث مؤخرا حيث اعتقل مسؤولا محليا في ما يعرف باسم “المجتمع الديمقراطي الكردي في أوروبا” الذي يعتبر امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
و يظهر أن المراهقين والشباب الصغار هم اول المستهدفين، ففي كندا أفشلت أم تركية قبل أسابيع عملية تجنيد 10 شباب اكراد وأبلغت الشرطة بأن ابنها الذي يبلغ من العمر 17 يستعد للالتحاق بصفوف العمال الكردستاني ويتواصل عبر الأنترنت مع نشطاء في أوروبا ويمده النشطاء بتسجيلات وأفلام دعائية حول المنظمة ويقترحون مساعدة كل من يريد القتال في صفوفه.
ويلاحظ أن أغلب المعتقلين يحملون جنسية البلد الأووبي الذي يقيمون فيه ما يعني أن وجودهم قديم نسبيا ومنهم من هو مولود في اوروبا، كما ان أغلب الاعتقالات تأتي خلال عمليات أمنية كبيرة ومنسقة تشمل في نفس الوقت عدة مدن.