إسطنبول (زمان عربي) – ما حكم الإسلام في التدخين؟ وهل مكروه أم حرام؟ يوضح ديننا الحنيف الحلال والحرام في كل الأمور من خلال القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تفسِّره.
والمقصود بالحلال والحرام هو الأشياء المباحة والمحرمة السارية بغض النظر عن الزمان والمكان. ليس هناك حكم صريح في القرآن والسنة بشأن التدخين. ذلك لأنه لم يكن هناك ما يدعى سيجارة وقت نزول القرآن. فقد بدأت السيجارة في الظهور بعد القرن الخامس عشر.
هناك بعض القواعد العامة في الإسلام لاستخلاص الأحكام في أمور لم يرد ذكرها في القرآن والسنة. وأحد هذه القواعد هي “الأصل في الأشياء هو الإباحة”. بمعنى أن كل شيئ خُلق للإنسان. وتم وصف بعض هذه الأشياء بالمحرمات ولذلك فإن ما لم يسبق تحريمه يعد حلالا. وهناك قاعدة عامة أخرى وهي “كل ماهو جميل ونظيف حلال وكل ماهو قذر ومضر حرام”.
وعند الربط بين هاتين القاعدتين معا نتوصل إلى حكم في قضية التدخين وهو يجب علينا النظر إلى ما إذا كان التدخين قذرا ومضرا أم لا من أجل إصدار حكم نظرا لعدم ورود حكم له في القرآن والسنة. فإن كان له خصائص يمكن وصفها بالقذرة والمضرة يجب علينا أن نحرِّمه وإن لم يكن هناك شيئ كهذا فهو حلال.
وبسبب هذا النهج كان بعض علماء المسلمين قد وصفوا التدخين بالحلال أو المباح. وبرروا هذا بأنهم لم يلحظوا ضررا للتدخين لذا لا يستطيعون تحريمه. وإن تم التوصل في أحد الأيام إلى أضراره فنصدر حكما جديدا بناء على هذا.
وحاليا توصل العلم بشكل قطعي إلى أن السجائر تحتوي على نحو 2000 نوع من السموم وأنها لا تضر فقط بالمدخن بل بمن حوله أيضا كما أنها سبب للعديد من الأمراض.
فالمذهب الحنفي له منهج خاص. فهم يرون أن الأمور التي لم يرد الحكم عليها في القرآن والسنة بشكل صريح ولكن غلب الحكم عليه بالتحريم من خلال قاعدة القياس من الأنسب والأفضل الحكم عليه بالمكروه التحريمي بدلا من الحرام. وعلى الرغم من أن المقصود بهذا هو التحريم فإنهم يفضلون استخدام مصطلح المكروه التحريمي للحكم في الأمور التي لم يسبق تحريمها صراحة في القرآن حتى ولو كانت حراما بالإجماع وذلك لأن الله وحده هو من يحرِّم ويحلِّل الأشياء.
ولهذا السبب إختار أتباع المذهب الحنيفي للتدخين حكم “المكروه تحريما”. والمكروه تحريما يعني أنه مكروه في حكم الحرام مثل القرار في حكم القانون.
كما أن الإنسان المدخن يلقي بنفسه إلى التهلكة. في حين أن المولى عز وجل يأمرنا:”ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”. وهذا يعني أن التدخين يلقي بالانسان إلى التهلكة. كما أن التدخين فيه انتهاك لحق العباد لأن المدخن يضر غيره مع نفسه ويجب عليه أن يطلب السماح من الذين انتهك حقوقهم. وضمان هذا شيئ شبه مستحيل.