إسطنبول (زمان عربي) – بعد الاستيلاء على مجموعة شركات” كايناك” القابضة المقربة لحركة الخدمة كانت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا أقدمت على جمْع كتب المفكر الإسلامي الأستاذ فتح الله كولن المعروضة في فروع دار نشر “أن تي” (NT) التابعة للمجموعة بما فيها كتاب “النور الخالد” حول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم بدأ الوصاة المعينيون من قبل الحكومة بيع كتب رئيس حزب الوطن (حزب العمال سابقاً) دوغو برينتشيك، الذي أعلن أنهم سيقضون على كل الجماعات الإسلامية، وفي مقدمتها حركة الخدمة، عقب خروجه من السجن مباشرة، بفضل تعديلات أجرتها الحكومة بعد أن كان مسجوناً في إطار قضية تنظيم” أرجينيكون” الذي يوصف في تركيا بالدولة العميقة.
وبعد طرحهم 35 كتاباً مختلفاً من كتب برينتشيك، المعروف بأنه من كبار رجال الدولة العميقة وفق المعلومات الواردة في سجلات قضية أرجينيكون الشهيرة، للبيع عبر الموقع الإلكتروني لدار النشر “أن تي”، أضاف الوصاة المعينون من قبل الحكومة لقائمة المبيعات على الموقع الكتاب المسمى بـ”النطق” (NUTUK) الذي يتضمّن خطاباً ألقاه مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، إلى جانب كتاب “النوم العميق” لعارضة الأزياء توجي كازاز، المعروفة بقربها إلى الحزب الحاكم في الفترة الأخيرة.
الجدير بالذكر أن مجموعة كايناك هولدينج كانت أخطرت وحذّرت الوصاة المعينين عليها من قبل الحكومة من التدخل في محتوى مجلة “سيزنتي” (الينبوع) التي تجمع بين العلوم الدينية والحديثة، أكثر المجلات مبيعاً في تركيا بماضٍ يعود إلى 40 عاماً.
وكان برينتشيك من أعدى أعداء حكومات العدالة والتنمية المتعاقبة، حتى حكم عليه بالسجن المؤبد في إطار قضية منظمة أرجينيكون الانقلابية، لكن تمّ الإفراج عنه بفضل الإصلاحات القضائية الجارية عقب الكشف عن فضائح الفساد الكبرى في عام 2013 بعد أن زعمت حكومة أردوغان اختلاق ما يسمى بالكيان الموازي أدلة لتجريم العسكريين والانقلابيين في مواجهة اتهامات الفساد. كما أعلن برينتشيك في وقت سابق، أكثر من مرة، أنه يقف بجانب حزب العدالة والتنمية خاصة فيما يتعلق بمحاربة الجماعات الدينية في البلاد، وادعى أنه من حدد أسماء قيادات الشرطة المعتقلين المتهمين بالانتماء إلى الكيان الموازي في أعقاب العمليات المنفذة منذ عامين.
لكن المفارقة تكمن في أن برينتشيك كان أجرى زيارة على رأس وفد من حزبه إلى سوريا في شهر مارس / آذار من هذا العام (2015) والتقى خلالها مع الرئيس بشار الأسد، وقال بعد عودته إلى تركيا: “لقد تحدثنا مع بشار الأسد وتوصلنا معه إلى اتفاق لإنهاء الإرهاب الانفصالي في منطقة الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة الأمريكية بدأت تخسر في المنطقة. فقد فشلت في تركيع سوريا؛ وانهزم الإخوان “المنافقون” في كلٍ من تونس ومصر. وسيتمّ إسقاط نظام ذراعهم التركي (أردوغان) أيضاً. فهذه هي المهمة القادمة”، على حد تعبيره.
كما أن برينتشيك سبق أن قال في حوار مع موقع روتا خبر (rotahaber) المعروف إنهم من وضعوا “مشروع القضاء على حركة الخدمة” وليس العدالة والرئيس أردوغان، وأكّد أنهم يستهدفون القضاء على كل الجماعات الإسلامية، لكن أولويتهم هي “القضاء على حركة الخدمة” وأن العمليات الأمنية، التي تستهدف الخدمة ومؤسساتها، يتمّ تنفيذها في إطار البرنامج الذي وضعوه.