لندن (زمان عربي) – قال جان دوندار رئيس تحرير صحيفة” جمهوريت “المعتقل بسبب أخباره حول إرسال المخابرات التركية شاحنات محملة بالسلاح إلى سوريا في مقال لصحيفة” الجارديان” البريطانية إن هذه الشاحنات ليست “سر الدولة التركية” بل سر الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفيما يلي عرض لبعض ما ورد في مقال دوندار:
في مطلع عام 2014 تم إيقاف شاحنة على الحدود السورية وتبيّن أنها تخصّ جهاز المخابرات التركية، ورفع أفراد الشرطة العسكرية وموظفو المخابرات على متن الشاحنة السلاح على بعضهم البعض. وهذه كانت اللحظة الأولى التي التقت فيها الكتلتان اللتان تتصارعان للسيطرة على الدولة. فتّشت الشاحنة،وعُثر على أسلحة وذخيرة أسفل صناديق الأدوية التي استخدمت كأداة للتمويه.وانتظرت الشاحنة قليلاً لكن سُمح لها بالعبور إلى سوريا بعد تدخل مسؤولي الحكومة. وعلى الفور أمرت الحكومة بإقالة الضابط والمدعي العام اللذين أوقفا الشاحنة واعتقالهم. وأعلنوا أن الشاحنة كانت تحمل مساعدات إنسانية. وأُغلق فوراً ملف هذه الحادثة التي تسببت في ظهور ادعاءات بأن حكومة أردوغان متورطة في الحرب الدائرة في سوريا.
لكن في شهر مايو/ آيار هذا العام حصلت صحيفة”جمهوريت”، التي أكون أنا مدير تحريرها، على صور لهذه الواقعة. وكانت تظهر هذه الصور بشكل جلي امتلاء الشاحنات بالأسلحة. وتم توثيق إرسال جهاز المخابرات السلاح بالطرق غير القانونية إلى الحرب الأهلية المندلعة في إحدى دول الجوار. وكان هذا خبراً كبيراً بالنسبة لأي صحفي، فنشرنا تفاصيل العملية بالصور. ووضعنا الصور أيضا على موقعنا الإلكتروني.
“أردوغان هدّدني”
ظل أردوغان في وضع حرج ولم يكذب الخبر، فاختار عوضاً عن ذلك أن يحظر نشر الخبر ويهدِّد الصحفي المسؤول عنه أي يهددني أنا. وقال في قناة تلفزيونية “إن الشخص المسؤول عن نشر هذا الخبر سيدفع الثمن غالياً”. وأضاف أن هذه الصور هى أسرار الدولة وأن نشرها يعدّ تجسساً. والأكثر من ذلك أنه تقدم بشكوى شخصية إلى النيابة العامة كما لو أنه يؤيد أن هذا ليس سر دولة بل سره الشخصي. وتقدم بطلب سجن مؤبد بحقي لاستيلائي على أخبار سرية ونشرها بهدف إهانة الدولة والتجسس. وكان هذا مؤشراً لاعتقالنا، إذ نعرف جيداً أن قضاة المحكمة الجنائية يتعاملون مع مطالب رئيس الجمهورية على أنها أوامر صادرة منه إليهم. وفي النهاية تم اعتقالي في 25 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي مع ممثل الصحيفة في أنقرة أردم جول الذي نشر الخبر بعنوان”نعم كان هناك أسلحة في شاحنات المخابرات التركية”.