شيرناق (تركيا) (زمان عربي) – في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات اهتزّت قرية أورتاصو (روبوسكي) التابعة لبلدة أولوداره بمدينة شيرناق جنوب شرق تركيا بحادث أليم عندما قامت طائرة من طراز (إف-16) بقتل مجموعة مكونة من 34 شخصًا معظمهم من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 18 عامًا كانوا يمارسون التهريب ويحضرون الشاي والسجائر ووقود الديزل من الحدود. إلا أن الأمر الصادر بقتلهم لايزال يكتنفه الغموض.
كانت أم فقدت ولدها قالت حينها “إن الدولة – إذا أرادت – ستعثر على قاتل ابني في ظرف أربعة أيام”. إلا أنه مر على هذه الكلمات أربعة أعوام بالكامل. وخلال هذه الفترة لم تشهد بلدة أولوداره عرسًا أو احتفالًا بالأعياد. ولم يتبق من تلك الليلة التي كان يفوح من كل ناحية منها رائحة النار والبارود واللحم المحترق وأصبح فيها الثلج الأبيض كفنًا للشباب إلا ألماً لا يهدأ ودموعاً لا تجف.
ومع مرور السنين يزداد ألم أهالي قرية روبوسكي يومًا بعد يوم بدلًا عن أن يقل بسبب عدم العثور على مرتكبي هذه المجزرة منذ أربع سنوات.
وخلال هذه الفترة رفض أهالي الضحايا تعويضات قيمتها 4 ملايين و182 ألف ليرة تركية قدمتها رئاسة الوزراء لهم.
وفي هذا السياق قال سزجين تانري كولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض إنهم عاشوا واحدة من أكبر المجازر في التاريخ، مضيفا “إن ما حدث يعد جريمة حرب حسبما هو منصوص عليه في قانوننا التركي والقانون الدولي. والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لديها قرار مماثل لذلك. إن مرتكبي هذه الحادثة سيحاكمون في المحكمة الجنائية الدولية بسبب ارتكابهم جريمة ضد الإنسانية”، على حد قوله.
وأفاد فرهات أنجو نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة شيرناق الذي فقد شقيقه و11 فردًا من أقاربه في مجزرة روبوسكي بأنه يتابع عن كثب الدعوى القضائية المرفوعة في هذا الموضوع، حيث قال في معرض تعليقه الدعوى “المنطقة بدأت تشهد حوادث جديدة مشابهة لمجزرة روبوسكي. أهالينا يفقدون حياتهم. وهذا الموقف يجعلنا في حالة حرجة. ستكون هناك أعمال جادة حول هذه المجزرة في الفترة المقبلة. إذ سنعمل بصورة أكثر فاعلية في البرلمان من أجل رفع قضية مجزرة روبوسكي إلى المحاكم الدولية والكشف للعالم أجمع عن السياسات التي اتبعها حزب العدالة والتنمية الحاكم في هذا الحادث”.