إسطنبول (زمان عربي) – ” كل الطرق تؤدي إلى روما” يعود تاريخ هذه العبارة إلى قرون مضت وتحديدا إلى عصر الإمبراطور الروماني أغسطس. ففي القرن الثاني قبل الميلاد أراد الإمبراطور أغسطس لروما أن تكون قلب العالم وأن يقيم نصبا تذكاريا يعبر عنها. ولم يمض الكثير عقب إصدار الإمبراطور هذا الأمر فتم إنشاء المعلم الميلي الذهبي “Milliarium Aureum” في أكبر مدن العصر آنذاك.
[lightbox full=”http://”][/lightbox]
واعتبر هذا الأثر هو مركز العالم التي يبدأ منها حساب مسافة جميع الدول والمدن على هذا المكان أثناء العصر الروماني. وأصبحت نقطة بداية ونهاية كل الطرق ومن هنا ظهرت مقولة ” كل الطرق تؤدي إلى روما”.
وبعد مرور قرون قرر الإمبراطور قسطنطين نقل العاصمة إلى الشرق. ومن بين عدة أماكن انتهى اختيار قرية بيزنظة الهادئة التي تقع على البسفور.
وعقب أعمال مكثفة استمرت لسنوات أنشأ قسطنطين فيها مدينة ضخمة. وأصبحت هذه البلدة مركز الإمبراطورية الجديد والعاصمة الجديدة للعالم.
وعقب وفاته أطلق على المدينة إسم القسطنطينية (مدينة قسطنطين) تكريما له. وتحولت إلى مركز العالم وفقا لكونها عاصمة الإمبراطورية.ولم يمض الكثير من الوقت حتى أنشئ نصب تذكاري أمام القصر الذي يمثل مركز العالم، ألا وهو حجر المليون.
وصار مسافات الدول في جميع أنحاء العالم تحسب وفقا لهذا النصب ذي القبة كما تصل جميع الطرق التجارية إليه. وبهذا أصبحت كل الطرق تؤدي إلى روما الجديدة. واليوم تحول هذا الحجر إلى مسلة متواضعة على أحد جوانب طريق الترام بالقرب من آياصوفيا في إسطنبول. يمر آلاف الناس بجواره لكن الكثيرون لا يلاحظونه. ولم يتبق من المسلة المكونة من قبة وأربعة أعمدة سوى عمود واحد. وظل النصب محتفظا بتماسكه حتى القرن السادس عشر. لكن يقال إنه في تلك الفترة عانى من أضرار بسبب عمليات حفر المعابر المائية.
وصمم موقع Byzantium1200 الشكل الأصلى للأثر وفقا للوثائق التي حصل عليها على النحو الحالي.