أدلى الناخبون في اسبانيا بأصواتهم اليوم الأحد (20 ديسمبر
كانون الأول) في انتخابات برلمانية من المتوقع أن تحقق فيها
الأحزاب الجديدة مكاسب كبيرة على حساب المحافظين والاشتراكيين
الذين كانت لهم الهيمنة في الماضي مما ينبئ بعهد جديد من السياسات
التوافقية- او فترة من الاضطرابات.
ومع إعلان كثيرين عن رغبتهم في تغيير نظام سياسي يرونه فاسدا
وعاجزا عن حل مشكلات البلاد الاقتصادية أصبحت الانتخابات هي أكثر
الانتخابات التي لا يمكن التكهن بنتائجها منذ عقود.
وقالت كونشا سيرا إحدى الناخبين في مدريد إن هذه الانتخابات
“مهمة لأنها قد تمثل نهاية نظام الحزبين. وهذا هو الاختلاف عن
لانتخابات التي خضناعا من قبل.واضافت “لهذا السبب أعتقد انني كنت
الأولى في الصف للإدلاء بصوتي.”
وقال إلوي جونزاليس وهو محامي يعمل في العاصمة الاسبانية “هذه
انتخابات متميزة لأننا نخرج من أزمة والقرارات التي سنتخذها مهمة
جدا.”
وقال خوسيه ماريا انتا وهو متقاعد من مدري إن هذه هي أهم
انتخابات تشهدها اسبانيا منذ تحولها إلى الديمقراطية “لأن الناس
اصبحت تدرك اننا منذ فترة طويلة ننتهج نظام الحزبين بكل فساده،
والناس تريد التغيير، لا يمكن الاستمرار على هذه الحال.”
وقال واحد تقريبا بين كل ثلاثة من الناخبين البالغ عددهم 36.5
مليون شخص إنه سيحسم قراره في اللحظات الأخيرة.
ومنذ انتهاء حكم الدكتاتور فرانشيسكو فرانكو وعودة الديمقراطية
في السبعينات تتمتع اسبانيا بحكومات مستقرة تحظى بأغلبية في
البرلمان وتبادل الحزب الشعبي الذي ينتمي ليمين الوسط والحزب
الاشتراكي الذي ينتمي ليسار الوسط الهيمنة على الحياة السياسية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الحزب الشعبي المحافظ الحاكم بزعامة
رئيس الوزراء ماريانو راخوي سيفوز في الانتخابات ولكنه لن يحصل
على أغلبية مطلقة.
ومن المتوقع أن يحتل الاشتراكيون المركز الثاني مع تنافس حزب
بوديموس “نحن قادرون” المناهض للتقشف وحزب “المواطنون” الليبرالي
الوافد الجديد على الحياة السياسية على المركز الثالث مما سيجعل
لهما دورا مهما في المحادثات التي ستجري بعد الانتخابات لتشكيل
الحكومة الجديدة.