إسطنبول (زمان عربي) – نتجه معكم هذا الأسبوع إلى جزيرة بورجاز Burgaz Ada التي يقول عنها الرحالة المشهور أوليا جلبي إنها مكونة من الصخور الجرداء.
كل من يرغب في الابتعاد عن الضجيج والفوضى في إسطنبول يهرب إلى هذه الجزيرة في نهاية الأسبوع. أما نحن فاخترنا يوم الجمعة. ننصح الذين يرغبون قضاء يوم بعيد عن زحام إسطنبول أن يخصصوا يوما لزيارة إحدى جزر الأميرات القريبة من إسطنبول وجزيرة بورجاز واحدة منها قبل أن يشتد البرد في فصل الشتاء الذي بدأنا نحس بأماراته.
فيوم الجمعة آخر أيام العمل في الأسبوع قد يكون خيارا موفقا لقضاء أوقات ممتعة في جو الجزر الرومانسي. حتى ولو رغبتم في مكان خال من الناس وفي جزيرة بورجاز تستطيعون إشباع رغبتكم هذه. وقد تقعون في حيرة لتختاروا الجزيرة المناسبة للذهاب إليها من بين الجزر القريبة بعضها من بعض. وهناك جزيرة كينالي Kınalı Ada وجزيرة بورجاز Burgaz Ada وجزيرة هيبيليHeybeli Ada وجزيرة بيوك أضا Büyük Ada.
نوصي اليوم بالذهاب إلى جزيرة الرجل الذي نسي المدينة أثناء إقامته في جزيرة بورجاز وهو الشاعر الأديب المشهور سعيد فائق عباسي يانيق.
هناك رحلات إلى الجزيرة تنطلق من مرفأ كاباتاش أو بوستانجي. حسنا ما الذي يوجد في هذه الجزيرة؟ دعنا إذن عزيزي القارئ نتجول لنرى ما فيها…
جولة في الجزيرة بعربة الحصان
على الرغم من أخبار إزالة عربة الحصان من الجزر التي نسمعها من الحين للآخر فإن هذه العربات القديمة هي رمز جغرافي لا يمكن التنازل عنه. أنتم أيضا بمجرد أن تطأ أقدامكم الجزيرة قوموا بجولة بالجزيرة حتى ولو كانت جولة مختصرا. إذ أن بلدية الجزر وضعت تعريفة السعر حسب طول الجولات. ولذلك من الأحسن أن تسجلوا هذه التسعيرات في ورقة لتساوموا أصحاب الحناطير على علم. وتمتعوا بحلاوة التجول بانسيابية بين شوارعها والنظر إلى الزخارف التي تمهد الأشجار الطريق إليها والتي ترحب بكم في المنازل التاريخية. دعونا نخبركم مسبقا أن الجولة في الجزيرة مشيا على الأقدام تكون مرهقة. مع ذلك يمكن التجول سيرا على الأقدام لمن يحب رياضة المشي ولا يخاف التعب كما يمكن استئجار دراجة والتجول بها.
المسجد الوحيد الذي بني تخليدا لذكرى فتح إسطنبول
المسجد الوحيد بالجزيرة هو مسجد بورجاز أضا، وأنشئ في عهد الحزب الديمقراطي إحياءا للذكرى 500 لفتح إسطنبول. ومن المعروف أن السكان الأصليين للجزيرة هم غير المسلمين لهذا كان لابد من مكان عبادة من أجل الجيران المسلمين.
إلى منزل الرجل الذي نسي المدينة
سعيد فائق عباسي يانيق هو أحد أعظم الروائيين الأتراك بلا شك، وانتهت رحلته التي بدأها من مدينة آدابازاري مرورا بمدينة بورصا وإسطنبول في جزيرة بورغاز. وعندما تطأ أقدامكم منزل-متحف – سعيد فائق الذي نحت وحدته وغربته بالكلمات فإنكم ستشعرون أولا بالوحدة ثم بالحزن.
إنسان العصر الحديث يحسد على منزله هذا،وهو جعل من حياته رواية. وعندما تأتون إلى هنا تدركون لماذا قال هذا الأديب الشهير “الحب…كل شيئ يبدأ بحب إنسان ما”.
الآن حان وقت متعة احتساء الشاي
متجر أرجون للحلويات هو أحد المحطات اللذيذة في بورجاز. يمكنكم تذوق منتجاته. ولتضعوا في قائمتكم احتساء الشاي في حديقة دار المعلمين. وبما أنكم قطعتم كل هذا الشوط إذن فلتشاهدوا كنيسة آيا ياني التي ناهز عمرها ألف سنة منذ وقت طويل. وعلى الرغم من قول أوليا جلبيإنه لا حدود للبساتين الموجودة على الجبال فإن الأمر لم يعد كما قال للأسف. لذا ننصح من لم يرهقوا بعد أن يصعدواإلى تلة العلم التي كانت تعرف قديما باسم تلة خريستوس.
ويمكنكم نقش المنظر من صخرة كالبازانكايا المشهورة في أعماقكم. ولا تنظروا كثيرا إلى إسطنبول من المرفأ، فلن تستطيعوا تحمل جمالها من خلال صورة ضبابة رمادية لمنظرها العام.