إسطنبول (زما عربي) – قال طورخان بوزكورت الكاتب بصحيفة” زمان” التركية في مقال له إن استراتيجية رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو” صفر المشاكل مع دول الجوار” حلّت مكانها استراتيجية “السير نحو صفر تجارة مع دول الجوار” على حد قوله.
وقال بوزكورت إن روسيا جارة تركيا الشمالية عبر البحر الأسود أصبحت الآن جارة لها عبر شرق المتوسط وسوريا موضحًا أن كل خطوة تقدم عليها روسيا تضيق الخناق على تركيا وتقلّص تحركاتها في المنطقة.
ولفت بوزكورت، في معرض مقاله، إلى أن تركيا ستخسر 20 مليار دولار في العام من سوق روسيا، وقال “إن الرسائل الحادة التي يدلي بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستتحول إلى عداء للماركات والمنتجات التركية في الشارع الروسي”.
وقال الكاتب المخضرم إن الآمال الرامية إلى إنهاء الأزمة الدائرة مع العراق بدأت تبوء بالفشل. مضيفا: “العراق يأتي في المرتبة الثالثة بقيمة 11 مليار دولار بين الدول التي نصدر لها منتجاتنا. وثمة عدد كبير من الشركات التي تصدر منتجات للعراق من الدواجن إلى الزيت السائل ومن معدات البناء إلى المنسوجات ومن البيض إلى دقيق الطعام. وقد يتوسع الحصار الذي فرضته بغداد على المنتجات التركية”.
وأوضح بوزكورت أنه “إذا ما بدأ العراق أيضًا مقاطعة المنتجات التركية مثل روسيا، ستحدث خسائر وإفلاسات كبيرة في تركيا”. وأضاف أنه “إذا ما أُغلق السوق العراقي في وجه تركيا قبل انتهاء الأزمة الروسية سيحدث ذلك تأثيرا مثل القنبلة النووية المقذوفة على التجارة لدرجة أنه لن يمكننا التخلص من هذا التدمير والحطام لسنوات طويلة”.
ويقول بوزكورت في ختام مقاله: “قد نكون لا نستطيع القول بصوت عال إن بعض مغامرات الأسواق التي يمكننا الحصول منها على حصص بعدما حفرنا آبارًا بدبوس لسنوات طويلة قد راحت ضحية طموحات ورغبات “العثمانية الجديدة” –التي تدعو إليها حكومة حزب العدالة والتنمية-. وكما هو معلوم فإن الحديث عن المشاكل في تركيا أمر صعب لا يقدر عليه كل شخص. مع ذلك فإن رجال الأعمال يقولون لأصدقائهم المقربين إليهم إنهم يواجهون الآن “صفر تجارة مع دول الجوار” في صدد التعبير عن تخوفاتهم وقلقهم من المستقبل”.