بقلم: عاصف باريلدار
تقع وسائل الإعلام والصحافة في تركيا تحت ضغوط كبيرة خاصة في العامين الأخيرين. لكن لم يتمّ الكشف عن حقيقة تلك الضغوط التي لم ير مثيل لها على مرّ التاريخ. إلا أنه عاجلاً أم آجلاً، سيظهر ما دار خلف الكواليس، وستنكشف واحدة تلو الأخرى الأستار المسدلة على تلك الضغوط وأعمال القمع التي مورست وتمارس على أصحاب وسائل الإعلام وحتى الشركات الراغبة في نشر إعلانات على صفحاتها وقنواتها.
وفي هذا السياق أودّ الإشارة إلى %1 فقط من الانتهاكات والضغوط التي تعرضت وتتعرض لها الوسائل الإعلامية على اختلاف توجهاتها حتى نتبين أهو الجواد تحت البعض أم حمار إذا انجلى الغبار!
3 يناير 2014: رفضت المحكمة الإدارية القانون الصادر في 22 ديسمبر/كانون الأول 2013 والذي يحظر دخول الصحفيين والإعلاميين إلى مدريات الأمن، عقب الكشف عن أكبر وقائع فساد ورشوة في تاريخ تركيا في 17 ديسمبر/ كانون الثاني 2013. لماذا؟
4 يناير 2014: اضطر ممثل صحيفة “تقويم”في العاصمة أنقرة محمد شتينكايا صاحب الخبرة التي تمتد لـ20 عاما في صحيفتي تقويم وصباح للاستقالة من منصبه. وانتشرت ادعاءات بأنه تعرض للضغط من قبل مدير تحرير الصحيفة أرجون ديلار لكي يهاجم حركة الخدمة عقب أحداث 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013؛ لينفصل عن عمله بعد 20 عاما من العمل لصالح الصحيفتين.
5 يناير 2014: أردوغان يفرض حظراً على تغطية وسائل الإعلام المعارضة لجولاته الخارجية. لماذا؟
8 يناير 2014: استقالت الصحفية المخضرمة نور باتور من صحيفة “صباح” بعد أن قالت “لقد تحولت صحيفة صباح إلى أداة للدعاية السوداء”. لماذا؟
8 يناير 2014: تصنيف 37 شخصاً من فريق عمل قناة “تي أر تي شيش” الكردية (TRT6) وفقا لتوجهاتهم وانتماءاهم ومن ثم استبعادهم. لماذا؟
8 يناير 2014: قال مدير قسم الأخبار بمكتب صحيفة (يني شفق) في أنقرة كاظم جانلان: “لا تمنح فرصة العمل للمعارضين في وسائل الإعلام الموالية للحكومة”. لماذا؟
وأخيرا، أقالت مجموعة “دوغان” الإعلامية التي يستهدفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإعلام الموالي له باستمرار ثلاثة من كتابها الذين كانوا ينتقدون أخطاء الحكومة انطلاقاً من وجهات نظرهم. لماذا؟
النتيجة: تجلّى الوضع الذي أصبح عليه الإعلام التركي بسبب الرئيس رجب طيب أردوغان بعدما فرض سيطرته على 90% من وسائل الإعلام في البلاد بشكل دراماتيكي في الصحف الصادرة يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني حيث خرجت 7 صحف بمانشيت واحد من تصريحات أردوغان حول الأزمة الروسية التركية مستخدمة العبارة نفسها: “لا تلعب بالنار”.