إسطنبول (زمان عربي) – يعيش مليونان ونصف المليون سوري في تركيا التي لجأوا إليها بسبب ويلات الحرب الأهلية التي تعصف ببلادهم وهم يؤثرون في كل شيء فيها من المطبخ إلى الحياة الاجتماعية.
ومن أبرز هذه التأثيرات زيادة عدد الراغبين في تعلم اللغة العربية في تركيا وظهور نمط الملابس الخاصة بالعرب إضافة إلى ظهور الأكلات الخاصة بسوريا مثل الشاورما والفلافل والقهوة بالهيل في كل زاوية من المدن.
وبدأت تتغير واجهة الأسواق والمحال رويدًا رويدًا مع مجيئ السوريين. في البداية تعددت التوابل الجديدة لدى العطّارين. وبعدها بدأنا نرى خبزًا جديدًا لدى الأفران، وأكلات لذيذة مختلفة في المطاعم. بمعنى آخر فالأكلات التي هاجرت سوريا وقدِمت إلى تركيا أصبحت في حياتنا اليومية.
وتأتي الشاورما على رأس الأكلات الأكثر شهرة في المطبخ المحلي في سوريا. صحيح أنها تشبه إلى حد كبير الشاروما التركية (دُونَر) إلا أن ثمة فارق في الطعم بينهما. وهي أشبه بالدجاج المحمّر باللون الأحمر القرمزي لكن بالمخللات والصوص. بعد ذلك يتم تسخين اللحم من جديد بعد لفه في الخبز السوري على شكل سندويتش وهو أشبه بخبز اللواش التركي.
وفتح الكثير من مطاعم الشاورما في وقت قصير خاصةً في منطقة الفاتح بالشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول والأحياء المجاورة له، ومعظمهم الآن عبارة عن بوفيهات على النواصي.
تذوقوا القهوة السورية “بالهيل”
إذا ما قمت بجولة صغيرة لدى المحال التي تبيع القهوة في حي “أمينونو” أحد أكثر الأحياء التي يعيش فيها السوريون فمن المحتمل أن تتعرفوا على مذاق جديد في عالم القهوة.
والهيل هو أحد المذاقات التي أكسبها السوريون إلى المذاق التركي. وتقول ريحان حريري (56 عامًا) إن هذه القهوة يتم استهلاكها بحب شديد في دمشق على وجه الخصوص. لدرجة أنه بات من الممكن إيجاد أنواع قهوة مختلفة في الأسواق. والهيل يقلل من لذعة القهوة ويترك طعمًا مختلفًا على اللسان.
خبز التنور السوري يشبه الرقاق التركي (جولاتش) سهل الهضم
ليس السيد خضر مِصلح هو وحده من يتحرق شوقًا إلى طعم خبز بلده من بين السوريين الذين هاجروا إلى تركيا. قد سبق ذكر السيد مصلح في نشرة الأخبار بالتلفزيون والحديث عن أنه واصل المهنة التي ورثها عن والده في مدينة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا. حيث قال إنه بدأ يعجن العجين لجعل الأتراك يعجبون بخبز التنور السوري.
والخبز السوري المحبوب في مدن شرق تركيا هو أشبه بالخبز التركي المسمى بــ (التندير). وهو رقيق وسهل الهضم. والمولعون به آخذون في الازدياد لدرجة أنه ينتشر إلى الأفران الأخرى وهو مكون من الشوفان والقمح الأصفر.
الفلافل لا تكفي لطلبات النباتيين
لو قِيل ذات يوم إنه سيفتح محل لبيع الفلافل في منطقة “بيي أوغلو” بالشطر الأوروبي من إسطنبول فكم شخص كان يصدق ذلك يا تُرى. غير أن ذلك أصبح حقيقة بفضل ضيوفنا الذين رحلوا عن بلادهم في الشرق الأوسط وجاءوا إلى تركيا. باختصار فالفلافل والحمص الذي كنّا نأكله كوجبة سريعة في الطوابق السفلية في منطقة “أكسراي” الشعبيّة يمكننا اليوم أن نراه في كل مكان. فضلًا عن أن هناك إقبالا لدرجة أن هذه الأكلات لا تكفي النباتيين وتنفد بسرعة.