إسطنبول (زمان عربي) – قال رئيس حزب الوطن (العمال) العلماني اليساري المتطرف دوغو بارينتشاك؛ أحد أبرز قياديي تنظيم أرجينيكون المعروف بأنه “الدولة العميقة” في تركيا، إنهم من وضعوا “مشروع القضاء على حركة الخدمة” وليس حزب العدالة الحاكم والرئيس رجب طيب أردوغان.
الجدير بالذكر أن بارينتشاك خرج من السجن بفضل التعديلات القضائية التي أجرتها الحكومة برئاسة رئيس الوزراء السابق والرئيس الحالي أردوغان عقب الكشف عن فضائح الفساد والرشوة الكبرى عام 2013، بعد أن كان متهماً ومحكوماً عليه في إطار قضية تنظيم أرجينيكون الإرهابي، مع مجموعة من الجنرالات والضباط المتهمين بالتخطيط للانقلاب على حكومة أردوغان، وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان السابق إيلكار باشبوغ.
وفي حوار أجراه معه موقع “روتا” (Rota) الإخباري، أكّد بارينتشاك أنهم يستهدفون القضاء على كل الجماعات الإسلامية، لكن أولويتهم هي القضاء على حركة الخدمة، التي تستلهم فكر الأستاذ محمد فتح الله كولن، مشدّداً على أن العمليات الأمنية، التي يصفها الرأي العام بأنها عمليات الكراهية، والتي تستهدف حركة الخدمة ومؤسساتها، يتمّ تنفيذها في إطار البرنامج الذي وضعوه.
وأفاد بارينتشاك الذي ظهرت له عديد من الصور يقدم فيها وردة إلى عبد الله أوجلان؛ الزعيم الإرهابي لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، بأن الرئيس أردوغان انضمّ إلى صفّه في مسألة فتح الله كولن وتابع: “إن أردوغان هو الذي تبنّى برنامجنا في هذا الصدد، ولسنا نحن من ذهبنا إليه وتبنينا برنامجه”.
وأضاف بارينتشاك بقوله: “إن أردوغان لما أتى إلى سدة الحكم في البلاد لم يكن له كوادر مؤهلة في مؤسسات الدولة لإدارة الأمور، فعمد إلى الاستفادة من كوادر منظمة فتح الله كولن، وشرع في التعاون معها حتى أطلقت حملة ضدنا عبر فتح قضية تنظيم ما يسمونه أرجينيكون.. لكن بعد حدوث تغييرات جذرية في بنية جهاز القضاء تمّت تبرئة المتهمين في إطار قضايا مثل أرجينيكون وباليوز وجيتام (المخابرات الدركية).. حيث أتى أردوغان إلى النقطة التي نقف نحن فيها”.
وادعى بارينتشاك أن حزب العدالة والتنمية لا يتمتع بقوة في جهاز القضاء، وأن أعضاء المجلس الأعلى للقضاء والمدعين العامين يتألفون من أناس جمهوريين وقوميين وليسوا من أنصار العدالة والتنمية. وزعم أن أردوغان سيحاكَم في محكمة الديوان العليا وقال: هناك مدعون عامّون وقضاة يتمتعون بالضمير والشجاعة التي تكفي لمحاكمة أردوغان في محكمة الديوان العليا.. ويكفي لمحاكمته أن يكون الرئيس المشارك في مشروع الشرق الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية”، على حد قوله.
الجدير بالذكر أن الكاتب والمفكر المتخصص في الفكر الإسلامي والحركات الإصلاحية علي بولاج كان قال بُعيد نشوب خلاف بين حركة الخدمة وأردوغان “إن مرحلة إنهاء الوصاية والدولة العميقة التي بدأت سنة 2002 انطلقت اليوم في الاتجاه المعاكس. وإن “البؤرة البيرقراطية العميقة” أو الدولة العميقة التي تدّعي ترتيب مؤامرة ضدها عبر قضايا أرجينيكون وباليوز وجيتام، تحيك اليوم “مؤامرة حقيقية” لكافة الجماعات والحركات الإسلامية وبمهارة فذة. الهدف الأول هو “حركة الخدمة”، ثم يليها حزب العدالة والتنمية نفسه، ثم يعقبه الجماعات الإسلامية الأخرى واحدة تلو الآخرى. صدّقوني، ولا يخطرنّ ببالكم أدنى شك في ذلك، فإنه سيتم أكل الثور الأصفر أولاً، ثم الثور الأبيض، ثم الثور الأسود”.