بروكسل (زمان عربي) – أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بشكل رسمي أن قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا للتباحث حول أزمة اللاجئين السوريين في أوروبا ستعقد في التاسع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في بروكسل.
وسيمثل رئيس الوزراء التركي أحمد داوداوغلو تركيا في القمة التي ستعقد للمرة الأولى في هيئة 28+1 (في إشارة إلى الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الأوروبي وتركيا التي تسعي إلى الحصول على عضويته).
ولفت توسك الأنظار برسالة نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “لا يوجد طريق واحد لحلّ أزمة اللاجئين السوريين، فنحن لا يمكننا الارتباط بشريك واحد فقط كتركيا. نحن بحاجة إلى مقاربة شاملة للأزمة” وانتظر توسك حتى اللحظة الأخيرة للإعلان عن القمة.
وأجرى توسك استطلاعاً على الأرض في عواصم الاتحاد الأوروبي من أجل القمة كما تباحث مع جون كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية والمسؤول عن الأبعاد التقنية للمفاوضات مع تركيا في هذا الصدد. ودعمت ألمانيا بوجه خاص عقد هذه القمة منذ البداية بشرط ألا تتحول هذه القمة إلى قمة اعتيادية، كما دعمت المفوضية أيضا عقد هذه القمة.
اتصال هاتفي من توسك بداود أوغلو
وبعد توصل اللجنة إلى اتفاق إيجابي بشأن القمة تناول توسك في اتصال هاتفي مع داوداوغلو مساء أمس قرار عقد القمة. وبعد الرسائل التي حصل عليها توسك أثناء المكالمة الهاتفية مع داوداوغلو أعلن رسميا قرار انعقاد القمة.
ولن تعقد هذه القمة في هيئة “قمة مصغرة” مقتصرة على رؤساء مؤسسات الاتحاد فقط كما كان الحال في المباحثات السابقة مع تركيا بل ستتم هذه المرة في هيئة 28+1 حيث سيشارك كل رؤساء ووزراء الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد في هذه القمة.
قضية المهاجرين هي الرئيسة في القمة
وتهدف هذه القمة الطارئة إلى التوصل إلى نتيجة في مباحثات الخطة المشتركة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين على أوروبا والبدء في تنفيذها.
وفيما يتعلق بهذه الخطة المشتركة فإن القمة ستشهد رسائل قوية في مقترحات بروكسل إلى أنقرة بشأن تناول سبل التعاون مع تركيا ومشاركتها العبء الواقع عليها.
وبينما يتهرب مسؤول تركيا والاتحاد الأوروبي منذ نهاية شهر سبتمبر/ أيلول من التصريح بما إذا كانت القمة ستفضي إلى اتفاق بنسبة 100% في المفاوضات أعلنت بروسكل أن القمة ما كانت لتعقد لو لم تكن احتمالية تمخضها عن نتائج إيجابية أقوى من احتمالية تمخضها عن نتائج سلبية.
حزمة قرارات شاملة
وفيما يتعلق بالتصدي لأهم أزمة لاجئين في تاريخ البشرية كان الاتحاد الأوروبي قد تقدم بحزمة مقترحات إلى أنقرة تشمل تقديم دعم مالي يبلغ 3 مليارات يورو في مقابل تعاون تركيا ومساعدتها وتسريع عملية إعفاء الأتراك من الحصول على تأشيرة دخول أوروبا وإحياء مفاوضات منح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي مرة أخرى.
وفي المقابل طالب الاتحاد الأوروبي تركيا باتخاذ بعض الإجراءات كالحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا بتشديد الإجراءات على الحدود البرية والبحرية والاعتراف بفرص اللاجئين في المشاركة في سوق العمل التركي.
القمة ستعقد في بروكسل
وستعقد القمة في بروكسل يوم الأحد المقبل في تمام الساعة الـ17:00 بتوقيت تركيا. وفي هذه الأثناء ترفع بروكسل حالة التأهب القصوى لمواجهة أي تهديدات إرهابية مما يشير إلى وجود تهديدات بوقوع هجمات إرهابية خطيرة وقريبة.
كما أعلن رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميتشيل أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مركز إدارة الأزمات رفع حالة التأهب بالبلاد.
وقال “سنعيد النظر في حالة التأهب القصوى من جديد يوم الأحد القادم”. ومن المتوقع أن يعاد فتح المدارس ومحطات المترو في بروكسل يوم غد.