رام الله (الضفة الغربية) 25 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) –
اتسمت ردود فعل المسؤولين الفلسطينيين بالحذر اليوم الأحد على
إشادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري “بالاقتراج الممتاز” الذي
قدمه الاردن لتهدئة العنف بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك بوضع
الحرم القدسي تحت رقابة دائمة بكاميرات الفيديو.
ووصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في إذاعة فلسطين
الاقتراح بانه “فخ إضافي” واتهم اسرائيل بالتخطيط لاستغلال مثل هذه
اللقطات للقبض على المصلين المسلمين الذين تعتقد أنهم يحرضون ضدها.
وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني لرويترز
عبر الهاتف بعد انتهاء اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير
الخارجية الامريكي “الرئيس استمع إلى بعض الافكار والخطوات التي
سعى كيري للعمل عليها مع الجانبين.
“أكدنا على ضرورة الحفاظ على الاستاتسكو (الوضع) التاريخي
المعمول به منذ احتلال اسرائيل للقدس ووقف اعتداءات المستوطنين
واستمرار السعي في البحث عن الحماية الدولية.”
وكان كيري الذي التقى الملك عبد الله عاهل الاردن والرئيس
الفلسطيني محمود عباس في عمان يوم السبت قال إن اسرائيل قدمت
ضمانات أنها لا تنوي تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.
ويخشى المسلمون أن تسعى اسرائيل إلى تغيير الحظر الذي تفرضه
على أداء اليهود للصلاة في الحرم. وأثارت المخاوف موجة من هجمات
الطعن من جانب فلسطينيين منذ ثلاثة أسابيع في القدس والضفة الغربية
المحتلة ومدن اسرائيلية. ونفت اسرائيل مرارا أنها تنوي رفع الحظر.
وسقط 52 فلسطينيا على الأقل تقول اسرائيل إن نصفهم مهاجمون
قتلوا في تلك الهجمات وخلال احتجاجات في الضفة الغربية وغزة منذ
الأول من اكتوبر تشرين الاول. وسقط تسعة اسرائيليين قتلى طعنا أو
رميا بالرصاص في هجمات نفذها فلسطينيون.
كذلك يشعر الفلسطينيون بالغضب لما يرون أنه افراط في استخدام
القوة من جانب الشرطة والجنود الاسرائيليين. وتقول اسرائيل إن
استخدام القوة المميتة مبرر.
وكثف كيري مساعيه لوقف أسوأ أعمال عنف بين الجانبين منذ حرب
غزة عام 2014 وقال إن اسرائيل قبلت اقتراح العاهل الاردني لمراقبة
الوضع في الحرم بالكاميرات على مدار الساعة.
وقال كيري إن هذه المراقبة قد تغير الحال تماما وتمنع أي أحد
من الاخلال بقدسية الحرم الذي استولت عليه اسرائيل مع بقية القدس
الشرقية والضفة الغربية في حرب 1967.
ولم يصدر تعقيب على الفور من عباس.
وقال صائب عريقات الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية إن
عباس أبلغ كيري “أن الذي يبحث عن التهدئة عليه أن يبحث عن جذور
الامر وجذور الامر هو استمرار الاحتلال…”
وشهد اليوم الأحد قيام فلسطيني بطعن اسرائيلي واصابته بالقرب
من مستوطنة يهودية في الضفة الغربية حسبما أعلن الجيش. وأطلق
الاسرائيلي الجريح النار على المهاجم الذي هرب وقالت وزارة الصحة
الفلسطينية إن فلسطينيا مصابا بطلق ناري أطلقه اسرائيلي دخل أحد
المستشفيات.
وقال نتنياهو أمام مجلس الوزراء اليوم الأحد إن اسرائيل “لها
مصلحة في تركيب الكاميرات في كل مكان” في الحرم لدحض أي اتهامات
بأنها تغير الوضع القائم.
وأضاف أن هذه المراقبة للمنطقة التي يلقي منها المحتجون
الحجارة على الزوار اليهود “ستبين أيضا من أين تأتي الاستفزازات”
واحباطها من البداية.
وقال عريقات “نتياهو يقرر ما يريد ويتحدث ما يريد ويقول اننا
نكذب اننا نحرض فيما هو يعقد صفقات مع وزرائه للذهاب الى المسجد
الاقصى. وفي اليوم التالي يمنع الوزراء واعضاء الكنيست من الذهاب
ولكنه يسمح للمتطرفين والمستوطنين من الذهاب.
“الان يقول إنه يريد أن ينصب كاميرات من أجل أن يراقب ويعتقل
أبناء شعبنا من خلالها وهو يكذب ويكذب.”
وقال مسؤول أمريكي إن مسؤولين فنيين من اسرائيل والاردن
سيناقشون من يراقب كاميرات الفيديو لكن لم يعلن موعدا لهذه
المشاورات بعد.