إلازيغ (تركيا) (زمان عربي) – تشبه مدينة هاربوت المعروفة باسم “إلازيغ” جسرا يربط بين شرق تركيا وغربها كما أنها بمثابة متحف مفتوح في الهواء الطلق وضريح عرب بابا ARAP BABA الذى ظل جسده سليما رغم وفاته قبل نحو 700 سنة يعد رمزا للمدينة التي هي واحدة من أكثر المناطقة التركية إثارة للاهتمام بما تحتويه من قلاع وكنائس وكهوف وعشرات من المساجد التاريخية.
ومدينة هاربوت التي كانت مركزا ثقافيا في العصور الوسطى، فيها الخانات (الفنادق في ذلك الوقت) والحمامات العثمانية والمدارس الأجنبية (الأمريكية) والجوامع التاريخية. وكل هذه الآثار التاريخية لا تزال قائمة رغم ما تعرضت له من أحداث تاريخية وظواهر طبيعية ومصاعب مختلفة، وهي تمثل أروع نماذج لتلك الحقبة.
وفيما يلي عرض لبعض هذه الآثار الرائعة:
قلعة هاربوت (قلعة اللبن):
تقع على صخور مطلة على سهل منخفض في الجنوب الشرقي من مدينة هاربوت، فموقعها الجغرافي جعل منها قلعة مهمة على مدار التاريخ. ويرجع تاريخ تأسيسها إلى العام 900 قبل الميلاد تقريبا،حيث يعتقد أنها اُنشئت في عهد الأورارتويين. وأًجريت الكثير من الترميمات للقلعة في حقب تاريخية مختلفة ما ساعد على بقائها حتى يومنا هذا.
جامع آغا:
انهارت قبة هذا الجامع الموجود على يسار الطريق الرئيسي بمدخل المدينة ولم يتبق منه سوى مئذنته الجميلة، وتأخد المئذنة شكلا ثماني الأضلاع قاعدته مستديره. وبحسب الكتابات الموجودة بمتحف هاربوت فإن بيروانه آغا قام بإنشائه عام 1559.
جامع ألاجالي:
صُمّم على شكل مستطيل بأبعاد صغيرة، ويلفت الأنظار من الداخل بنوافذه غير المتناظرة والمشغولات الخشبية على سقفه المرتفع كما استُخدمت ألوان وزخارف مختلفة. وفوق المدخل الرئيسي الذي صُمم على هيئة ورقة برسيم توجد المئذنة والدرج، وقد بنيت المئذنة حتى شرفتها بالصخر الأصفر والأسود أما أعلى المئذنة فبُني من الأحجار السوداء والبيضاء على هيئة لعبة الدَّاما. وتعد هذه المئذنة من النماذج النادرة التي أُنشئت للمرة الأولى في عهد الأرتوقيين.
الجامع الكبير:
هو أقدم وأهم الآثار في مدينة هاربوت، وهو على شكل مستطيل وأُنشئت جدرانه من الأحجار أما أسواره وقبتة ومئذنته فإنشئت من الطوب اللبن. ويوجد مدخلان للجامع ويُعد منبره المنقول إلى جامع كورشونلو واحدا من أروع التحف الخشبية التركية. ويتزين جانباه بزخارف منفصلة عن بعضها البعض كما تلفت الكتابات الكوفية به الأنظار، وقد أنشأ فخر الدين كارا أصلان هذا الجامع الذي ينتمي إلى الحقبة الأرتوقية في الفترة مابين 1156-1157.
جامع كورشونلو:
هو أحد النماذج الرائعة لجوامع الحقبة العثمانية، وهو على شكل دائري وتغطيه قبة ضخمة بها أربع نوافذ. ومنبر هذا الجامع كان في الأصل في الجامع الكبير كما سبق ذكره فهو هدية من السلطان العثماني مراد الرابع ويحافظ عليها في هذا الجامع كما أنه أحد نماذج فن النحت الخشبي. وسقف قبة الجامع مغطاة بمعدن الرصاص.
جامع سارة خاتون:
على الرغم من إنشاء الجامع على هيئة كلية (مثل سائر الجوامع العثمانية التي تكون حولها مدرسة ومكتبة وحمام ومطعم للفقراء ومستشفى وغيرها من المرافق والملحقات) فإنه لم يتبق منه في يومنا هذا سوى الجامع فقط، وقد استخدمت الأحجار قاتمة اللون في إنشاء أحد أجزاء درج المئذنة، أما الجزء الآخر فقد تم إنشائه باستخدام الأحجار البيضاء. وتثير النقوش الرائعة الموجودة على المئذنة أنظار الزائرين.
مسجد وضريح عرب بابا ARAP BABA:
بحسب الكتابات الموجودة بالجامع فإن يوسف ابن عرب شاه ابن شعبان أنشأه في عهد السلطان السلجوقي كييخسرو الثالث عام 1279. وضريح عرب بابا هو مزار مهم في مدينه هاربوت، وبسبب جسده الذي لم يبلى فإن ضريح عرب بابا مشهور جدا عالميا بقدر شهرته داخل تركيا.
ويحظى جثمان عرب بابا الموجود داخل تابوت زجاجي مغطى بقماش أخضر داخل الضريح باهتمام كبير وذلك بسبب جثمانه الذي لم يبلى ورأسه المقطوع. ويتمكن الزائرون الراغبون في رؤية جثمانه من إزالة غطاء الصندوق.
ضريح فاتح أحمد بابا:
ضريح فاتح أحمد بابا هو مزار يقع على مسافة إثنين كيلو متر شمال شرق مدينة هاربوت وتستخدم الحدائق المحيطة به للتنزه، كما أنه يحظى باهتمام كبير من قبل الزائرين.والجامع بقرب الضريح الموجود على مرتفع صخري، والضريح على شكل سداسي، أما القسم العلوي منه فقد تم إنشاؤه لاحقا. والضريح بداخله تابوت كبير.
ضريح أنكوزو بابا:
هناك العديد من الأساطير المتعلقة بحياة أنكوزو بابا الموجود على مقربة من مدينة هاربوت، حيث يُعتقد أنه شارك في المعارك بين العرب والبيزنطيين أثناء فتح المنطقة خلال القرنين الثامن والتاسع الميلادي. ويوجد الضريح على مرتفع صخري على مسافة خمسة كيلومترات من مدينة هاربوت.
ضريح منصور بابا:
يوجد الضريح شمال جامع سارة خاتون على يسار الطريق المؤدي إلى قلعة هاربوت، والضريح على شكل ثماني الأضلاع وأُنشئت قاعدته من حجر بناء المنحوتات. ويتكون هذا المبنى التذكاري من طابقين، وهناك إحتمالات قوية بأن تاريخ إنشائه يعود إلى عصر الأرتوقيين. ويحتوي الضريح على أربعة توابيت يُعتقد أنها تخصُّ زوجته وابنه وابنته.
مسجد وضريح أخي موسى:
افتتح هذا المسجد بعد إعادة ترميمه للزيارة مجددا بعد أن كان مهدما، وأنشأه شخص يدعى أخي موسى هروي (هردي) الذي ينحدر من نسل أحد المجاهدين والفاتحين الذي يُعرف باسم “أمير شهير (مدينة) هاربوت”. ويحتوي الضريح على ثلاثة قبور يروى أن أحدها للسيد حسن والثالث للسيد أحمد.
كنيسة السيدة مريم السريانية القديمة:
تم إنشاؤها عام 179 بعد الميلاد وتقع شرق قلعة هاربوت. وبنيت على الصخور التي بنيت عليها قلعة هاربوت، واستخدم في بنائها أحجار وتغطي مساحة 150مترا مربعا. وأجريت صيانة لها ورصعت أرضيتها بالأحجار. وفي عام 1999 افتتحت للعبادة والزيارة بعد إمدادها بالإضاءة الداخلية والخارجية.
حمام خوجه حسن:
حمام خوجه حسن هو أحد الحمامات العثمانية الكلاسيكية التي ظلت حتى يومنا هذا، ويتكون من أماكن مخصصة لتغيير الملابس وأماكن للاستحمام وأخرى للاستمتاع بالماء الفاتر كما أن له مدخلين.
كهف بوزلوك:
يقع كهف بوزلوك شمال شرق بلدة هاربوت التاريخية على بعد 11كيلومترا من مدينة إلازيغ (هاربوت)، وبسبب الظروف المناخية ودورة الهواء التي تحدث بفعل هيكله الجيومورفولوجي تتشكل داخل الكهف خلال شهور الصيف طبقات جليدية طبيعية في هيئة صواعد وهوابط والتي تأخذ شكل خلية النحل في أجزاء أخرى منه.ويحدث العكس تماما خلال شهور الشتاء، حيث يتكون بداخله الهواء الساخن.
ويعود تاريخ تكون الكهف إلى حقب تاريخية قديمة جدا، والروايات الموجودة في الكتب التاريخية العثمانية تدل على أن تاريخها تمتد إلى عصور المملكة الأورارتية وهم أول من حكموا مدينة هاربوت.
حمام جيمشيد بيي:
هو أثر عثماني على الطراز الكلاسيكي،حيث تأخذ غرف تغيير الملابس فيه شكلا دائريا. وهو مغطّى بقبة وله بابان كما يوجد به مكان للاستحمام وغرف خاصة للزبائن الراغبين. وأنشأ هذا الحمام أحد فرسان سلطان سليم الأول (يافوز) وهو جيمشيد بيي، ولا يزال يستخدم حتى يومنا هذا.
بحيرة هازار:
هي بحيرة تكتونية عالقة بين جبال هازار بابا وجبال ماستر، وتقع على الطريق البري الواصل بين إلازيغ ومدينة ديار بكر على بعد 22 كيلومترا من إلازيغ. وتُعد أهم بحيرة في شرق وجنوب شرق الأناضول لممارسة الرياضات المائية وصيد الأسماك بفضل شواطئها الجميلة، كما يبلغ طولها22كيلومترا ومساحتها 5 إلى 6 كيلو مترات. وتعكس البحيرة خلال اليوم كافة درجات اللون الأزرق والأخضر مما يكسبها منظرا فريدا وتتمتع بمياه نقية عذبة.
ويحيط بالبحيرة مراكز بيع الأسماك وساحات التنزه والمطاعم والفنادق المعتمدة من قبل وزارة السياحة. هذا بالإضافة إلى المرافق التعليمية والترفيهية التابعة للمؤسسات العامة والتي يبلع عددها نحو 25 مؤسسة.
وفي الآونة الأخيرة أصبحت المنطقة المجاورة للبحيرة منتجعا يستفيد منه سكان المدن المجاورة حيث يمتلكون منازل صيفية لقضاء عطلاتهم.
منتجع هازار بابا للتزلج على الجليد:
أفتتح مركز هازار بابا للتزلج على الجليد عام 1999 على جبل هازار بابا على إرتفاع 2.347 متر جنوب بلدة سيفريجه، وتوفر للزائرين مسارا لممارسة رياضة التزلج وخدمات مصاعد التزلج (التلفريك) وخدمات الطعام والشراب.
سد كيبان:
من أكبر البحيرات الاصطناعية في تركيا، ويبلغ طولها 125كيلومترا على امتداد وادي مراد ويتغير اتساعها بالانتقال من مكان لآخر. وتستخدم في صيد الأسماك وإنتاجها بجانب استخدامها في توليد الكهرباء، وهي من أوائل الاستثمارات التركية الضخمة في مجال إنتاج الطاقة. في عام 1974 تم بناء أول أربعة توربينات (المولدات) الضخمة، وفي عام 1981 تم بناء ثلاثة توربينات أخرى.
ويبلغ إنتاج السد السنوي من الطاقة الكهربائية 7.5 مليار كيلووات في الساعة أي ثمانية بالمئة من إجمالي إنتاج الطاقة في تركيا.ويوجد حول السد أماكن ترفيهية يستفيد منها سكان إلازيغ والمدن المجاورة.