بقلم: د. محمد جكيب
بالنظر إلى مختلف المصادر المعرفية التقليدية التي درسها على شيوخه أو التي درسها وحده، فقد أكسبه هذا كله استحقاق صفة “العالم”. ولذلك فإن فتح الله عالم من علماء الشريعة المجتهدين، جلس للإفتاء ودرس العلوم الشرعية وتخرج على يده ثلة من الطلبة والعلماء هم اليوم فرسان في الحركة الطيبة التي تأسست بفضل صدقه وإخلاصه، وبعبارة أخرى إن شخصية العالم وفق المنظزر الإسلامي الدقيق تنسجم كلية مع الأستاذ فتح الله.
لكن هذا التصنيف مع ذلك يظل بعيدًا عن أن يوفي الشخصية المعرفية للأستاذ حقها، لأن الرجل كان مسكونًا منذ طفولته بحب المعرفة وحب المطالعة، فلم يوفر جهدًا في سبيل تحصيل معارف أخرى، ولذلك لم ير الأستاذ إلا بين الكتب أو في شأن له علاقة بها، فتعرف على العديد من المجالات المعرفية كالفلسفة وعلم الاجتماع والآداب العالمية المختلفة بإبداعها ونظرياتها ومناهجها، ومن أبرو من قرأ لهم من مفكري الغرب “وليام سكشبير”، “بلزاك”، “فولتير”، “جان جاك روسو”، “كانط”، “زولا”، “غوثة”، “ألبير”، “كايموس”، “سارتر”، “بنارد”، “راسل”، “بوشكين”، “تولستوي”، وكانت له وقفات عميقة ودقيقة مع العديد من النظريات العلمية وخاصة تلك التي تعارض المعرفة الدينية والسنن الكونية، والتي غزت بعض العقول فأفسدتها.
استطاع فتح الله بفضل عصاميته وبفضل ثقافته الأصلية أن يقف على مواطن الخلل في كل هذه النظريات وأبطل ادعاءاتها بخطاب علمي منطقي عقلاني، بالإضافة إلى استحضاره روح القرآن الكريم، وبعبارة أخرى يمكن القول أن الأستاذ فتح الله قد حصل ثقافة عصرية تصنفه في دائرة المثقف العصري، لكن هذا المفهوم يحمل حمولة غربية لأنه صيغ في ظل الفكر الحداثي الذي ساد في أوربا منذ القرن السابع عشر، ولا أظن أن هذا المفهوم يساعد على تصنيف الرجل معرفيًا بالإضافة إلى أن الأستاذ نفسه قد لا يقبل أن يصنف في هذه الدائرة.
وللأستاذ مواهب أخرى تضاف إلى شخصية العالم، ويتيح بعضها الآخر تصنيفه في دوائر معرفية مختلفة، فالمعروف أن الأستاذ خطيب مفوه وقدرته على التأثير في الجموع كبيرة، بالإضافة إلى مهارته في الحوار، دون الوقوع في الجدل حتى مع أشرس المعارضين والخصوم، وهذه في حد ذاتها أوصاف كان السلف الصالح وعلماء الأمة السابقون يتصفون بها.
والأستاذ إلى جانب كل هذا كاتب لا يتوقف قلمه، فهو مؤلف ماهر يحتل المقام الأول في مجاله من خلال كتابته للمقال الرئيس في العديد من المجلات والصحف، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب والمؤلفات، يزيد عددها عن ستين كتابًا ترحم بعضها إلى لغات أخرى كالإنجليزية والألمانية والروسية والفرنسية. وبالنسبة للعربية فقط ترجمت بعض كتبه، والقارئ العربي والمهتم على الخصوص متشوق لمعرفة حديد الأستاذ فتح الله.
إن الطابع الفكري الذي يغلب على جانب التأليف قد يسمح بتصنيف الأستاذ على أنه مفكر معاصر، لكن هذا التصنيف كذلك لا يستجيب لخصوصيات الرجل في هذا المجال، لأن فتح الله المفكر لا يحصر رؤيته في نطاق ضيق، بل يتجاوز ذلك إلى اعتبار نفسه مسؤولاً عن جميع أفراد المجتمع الإنساني، ومسؤولاً عن إنقاذ إنسانية الإنسان والسير بالجميع إلى بر الأمان والخلاص، ولذلك فهذا التصنيف أضيق من أن يستوعب الرجل؛ فهو مفكر لكنه ليس مفكرًا عاديًا، إذ يبدو في كثير من المواطن أكبر من المفكر، لحرصه على جعل فكره ورؤيته إطارًا يعكس بدقة عالمه الروحي المشحون دائمًا، ولا يمكن تصور الرجل يكتب أو يحاضر أو يعظ أو يخطب دون أن يكون في حالة توتر روحي. وبالنظر إلى أن الأستاذ لا يكون إلا في حلقة دروس أو موعظة أو صحبة أو مجيبًا عن سؤال في مجلس إفتاء، أو في حلقة الدرس يلقن طلابه، فإن كل حياته هي نوع من السمو الروحي الذي تظهر ملامحه بارزة بقوة فيما يقوله ويكتبه. وإلى جانب هذه الشخصية تبرز شخصية الأديب الشاعر والعارف بدروب الكتابة. والأستاذ فتح الله ليس مجرد متذوق للأدب الرفيع والفن الرفيع، بل أديب وشاعر مرهف الإحساس، قصائده الشعرية تنبض بالحياة يلمس فيها المتلقي حرارة المشاعر وصدقها، ويجد في كل نصوصه قلبًا واسعًا يحتضن العالم بالحب والإخلاص. ولا تكاد مقالة من مقالاته ولا كتاب من كتبه يخلو من إشارة إلى الأدب الرفيع والفن الراقي الجميل.
وبالإصافة إلى ذلك ففتح الله كولن منظر من مستوى راق جدًا في مجالي الفن والأدب. وقد عرض في كتابه “البيان” أهم تصوراته حول الأدب والفن في دائرة التصور الإسلامي، وعرض فيه كذلك مجموعة من التصورات النظرية التي تؤسس لفن وأدب جميلين يراعيان الفطرة الإنسانية والقيم الأخلاقية السامية… والمتأمل في إبداع الأستاذ وفي أفكاره النظرية يسمح بتصنيف الرجل في دائرة في الأدب والفن، لكنه أديب من طينة خاصة تعتمد الإشراقات الروحية المتعالية وعلى جعل الأدب والفن وسيلة لرقي بالإنسان، فهو يجمع بين ملكة الإبداع وملكة التنظير وملكة النقد. فهل نعتبره شاعرًا أدبيًا أم منظرًا أم ناقدًا، أم هو شيء جديد يستوعب شموليته؟!
وبالإضافة إلى ما تقدم فإن لفتح الله رؤاه المميزة في علم الاجتماع وفي علم النفس وفي السياسة والاقتصاد، والفلسفة المعاصرة والقديمة، الإسلامية وغير الإسلامية، بالإضافة إلى معرفة دقيقة بتاريخ الأمم والحضارات، وبعلل صعود نجم الحضارة وأفولهما… وهو عندما يتحدث في المجال تحسبه مؤرخًا متخصصًا في تاريخ الحضارة والمدنية والعمران.
والأستاذ فوق كل ذلك رجل تربية وتعليم، وصاحب تجربة عميقة في هذا المجال؛ فقد مارس التعليم بصنوفه المختلفة العصرية والتقليدية، وألف في هذا المجال، وكتابه التعليمي “تعليم العربية بطريقة حديثة” أكبر دليل على أنه رجل تعليم، يستحق أن يصنف كذلك، دون إغفال تلك الأفكار الناضجة التي يثيرها حول التعليم والتربية في مقالاته وكتبه.
وفي الحقيقة كلما أوشكنا على ختم الحديث في مجال معرفي للأستاذ فيه موطئ قدم، يبرز مجال آخر جدير بالذكر وجدير أن يهتم به.
ومن هذه الحقول المعرفية يبرز حقل فكر الحوار والتسامح الذي كوّن فيه الأستاذ رصيدًا هو اليوم محط اهتمام العديد من الباحثين ومراكز البحث والجامعات والمعاهد. فهو رجل الحوار بكل امتياز تدل على ذلك أفكاره المتقدمة، والمنجزات التي رعاها بالإشراف والتوجيه. ويعرف الأستاذ فتح الله كولن عند المثقف التركي بكونه مؤسس صرح الحوار الوطني في تركيا، ونجاحه في تفعيله تقعيلاً إيجابيًا انتهى بتنازل العديد من المثقفين والتيارات الفكرية والسياسية عن خلافاتهم وبناء دعائم حوار دائم من خلال ملتقيات “أَبَنْت” و”وقف الصحفيين والكتّاب”. إضافة إلى انفتاحه عاى الخارج من خلال زيارته للفاتكان واجتماعه بالبابا الراحل جون بول، واجتماعه بشخصيات دينية أخرى يهودية ومسيحية وغيرها. من هذه الزاوية فإن فتح الله كولن أهم مفكري الحوار والتسامح في العصر الحديث، إذ يتفوق بروحه المُحِبّة لكل إنسان في كل مكان كيما كان دينه وثقافته وجنسه، لأنه مخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى، وعلى العموم فإن شخصية مركبة بالمعنى الإيجابي كشخصية الأستاذ فتح الله يصعب أن تصنّف في خانة معرفية محددة، ولكن الوصف الذي ينطبق على الأستاذ فتح الله ويمكن تصنيفه هو كونه مجدد العصر الذي تنطبق عليه الكثير من مقومات الشخصية التي ستغير أفكاره وجه العالم في المستقبل.
هناك صفة أخرى تجمع كل مواهبه المعرفية الكسبة، هي كونه حكيم العصر. والحكمة تعني إدراك مقامات متقدمة في النضج الفكري والمعرفي، ولذلك أرى أن الأستاذ هو حكيم الأمة ومجدد العصر.
وأما الإشكال المعرفي الآخر الذي يواجه الباحث في شخصية الأستاذ فتح الله، فهو إشكال الجوانب التطبيقية المرتبطة بفكر الأستاذ فتح الله؛ فـ”الخدمة” –برجالها ومؤسساتها وحركتها الدؤوبة المستمرة- انعكاس لفكر الأستاذ وللشحنات الروحية التي ظل الأستاذ على مدى خمسين سنة يشحن بها فرسان الروح والقلب والحركية، ولذلك جاز القول بأن الخدمة ومؤسساتها هي الصورة العلمية لرؤية فتح الله الإصلاحية ورؤيته الفكرية. ولا يمكن لمس شمولية المشروع الذي دشنه فتح الله إلا بربط الفكر بصورته المنزلة، لأن من أهم مميزات شخصية فتح الله الفكرية هو حرصه الشديد على الانتقال من مرحلة “إشباع الأذن” إلى مرحلة “إشباع العين”، وأهم مظاهر صور الفكر المطبقة هي النماذج البشرية التي تلقت من الأستاذ وتربت على يده، والتي تساهم في تفعيل وتأطير مختلف مؤسسات الخدمة من مدارس، وجامعات، ومؤسسات ثقافية وفكرية، ومؤسسات الحوار، والقنوات الإذاعية والتلفزة، وصحف ومجلات ودور نشر ومراكز للدراسات والبحوث، ومستشفيات، وغير ذلك من المؤسسات التي لا يمكن استيعاب رسالتها الحضارية إلا في ظل المشروع الحضاري للأستاذ في شموليته. ليس هناك أدنى شك في أن للأستاذ مشروع حضاري يعمل على إنزاله بتدرج وفق خطة مرسومة قبلاً في أعماقه، ولعل هذا ما قصده فريد الأنصاري بالسر الذي لا يبوح به لأحد.
وعلى العموم فالإحاطة بشخصية محمد فتح الله كولن الفكرية والحركية تحتاج إلى عمل فريق من الباحثين والدارسين، بل إن الظاهرة في شموليتها في حاجة إلى أن تدرس في الجامعات وأن يسترشد بها في كثير من المجالات وخاصة المجالات الماتعلقة بالإنسان مباشرة. ومن هنا فالباحثون مدعون إلى كشف وإبراز خصوصيات الخطاب الفكري وآليات اشتغاله، وتفكيك كل مكونات مؤسسات الخدمة وتحديد الخلفيات الحضارية والفكرية المحركة… وستحاول هذه الدراسة مقاربة بعض من هذه الجوانب.
لا توجد عبارة دقيقة تلخص شخصية الاستاذ فتح الله، لكن عبارة “المثقف الإصلاحي” أو “المفكر الإصلاحي”، قد تضع إطارًا منهجيًا لمقاربة عالمه. ففتح الله عالم ومفكر ومثقف، صاحب معرفة واسعة عميقة يوظفها من أجل إنسانية الإنسان، ومن أجل شعادته. أفكاره تدهش الباحثين وتلهمهم… تقول الباحثة الأمريكية جيل كارول “عشت مع كولن من خلال كتاباته… وما زالت أفكاره تلهمني، ولقد عرفت بعد لقائه لماذا ألهم هذا الرجل ما يقرب من ثلاثة أجيال في تركيا ومنحهم الدافع –رجالاً ونساء- لبناء عالم جديد. إنه رجل بداخله قدر هائل من الروحانية والإخلاص والتعاطف، وهو شيء واضح للغاية في كتاباته وفي شخصيته.
وبقدر ما تبدو فيه قضية الموسوعية أمرًا يسهل تناول شخصية الأستاذ فتح الله كولن في ضوئها، بقدر ما تظل جوانب أخرى خفية، خاصة بالنسبة لمن يريد الإمساك بالمنظومة التي تصل مختلف الحقول والمجالات التي نجد فيها للأستاذ فتح الله كولن موطئ قدم.
فتح الله كولن خطيب وواعظ مفوه يتقن منهج التأثير في الجموع ويتقن استمالة ألبابهم، وهي مهمة تستوجب معرفة دينية واسعة وعميقة، حصلها منذ طفولته الأولى بأساليب تقليدية خاصة وعامة. وهو كذلك مثقف ينتمي إلى ثقافة العصر لأنه درس أغلب الأفكار الفلسفية والاجتماعية ، ومختلف النظريات في مجالات مختلفة أدبية وفنية وفكرية وعلمية، وغيرها… ودراسة لم تكن سطحية، بل غاص في عمقها، وحللها تحليل من يبحث عن مكامن القوة والضعف فيها.
وهو مستوعب لتاريخ العلوم الطبيعية مع قدرة كبيرة على شرح حقائقها، وتقريبها من الأفهام والأذهان. ورغم اتساع هذه الحقول ودقتها فهو يستطيع طرح اقتناعاته المركزية دون تناقض ولا تضارب بين الأفكار والحقائق. ومرد ذلك كله هو أن الرجل صاحب عقلية فذة، ورؤية بعيدة الغور، بل هو عالم مؤتى له للقيام بمهمة محددة هي وضع قطار الإصلاح على “خط السير” وتعهده أثناء سيره حتى يصل إلى محطة وصوله.
كل هذا وغيره يجعل الإمساك بعالم الأستاذ فتح الله أمرًا صعبًا، لكنه ليس محفوفًا بالمخاطر، وليس فيه أي منزلقات، نظرًا لانسجام رؤيته ووضوح معالمها الفكرية والمنهجية. فمن يريد البحث في عالم الأستاذ فتح الله كولن مجبر على التسلح بالصبر المعرفي وعدم الاستعجال في قطف الثمار فحسب.
ما هي الجوانب التي يجدر بأن يركز عليها؟ هل يركز على الرجل وفكره وشخصيته الكاريزمية -إن كانت هناك كاريزما معينة-، أم على الحركة التي صارت اليوم مرتبطة بأفكاره، والمعروفة في كل مكان بـ”الخدمة”، أم عليهما معًا..
وهل يمكن تصور شخصية الأستاذ بعيدًا عن الحركة التي استلهمت أفكاره؛ من جهة أنه لولا حركة الخدمة التي تنشط اليوم وتتميز في مجال العمل المدني ما كان لشخصية فتح الله أن تثير الاهتمام.. بعبارة أخرى هل معرفة حركة الخدمة تغني عن معرفة شخصية الأستاذ؟
إن الأستاذ فتح الله كولن ومدرسته الفكرية وما تنتجه هذه المدرسة موضوع معرفي واحد، لأن القضية تتعلق بشخصية عالم خبر التراث الإسلامي واستوعب كل مصادره ومقوماته وفهم مكوناته، ليخرج بخلاصة هي أن الصورة المثالية التي بنتها أجيال الرعيل الأول من الصحابة الكرام، قابلة للتحقق في هذا العصر.
المفكر الحق هو من استوعب العمق المعنوي للتجربة السعيدة في العهد النبوي، ثم بلورها في قيم ومفاهيم وأفكار ومصطلحات يسهل تداولها وتحويلها إلى حركية وفعل. بعبارة أخرى لقد فهم الأستاذ المنظومة التي تربى فيها الرعيل الأول، وعمل على نقلها إلى الأجيال الحاضرة، لكن بمفاهيم العصر ومصطلحاته وبمنهج متجدد. ولا يتأتى ذلك إلا لمستوعب لخصوصية العصر في كافة المجالات، وخاصة الأخلاقية والمعرفية والاجتماعية، بالإضافة إلى عنصر الواقعية.
وإذ نؤمن حقًا بأن الأستاذ فتح الله رجل مؤتًى له كما كان الأستاذ بديع الزمان النورسي، فإن روحانياته تجيز التنازل عن بعض من العقلانية في تحليل بعض أفكاره ومواقفه. إن رؤى فتح الله كولن نابعة من عمق التصور الإسلامي ومن روحانيته، ونابعة من القرآن والسنة وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. وهذه ميزة يشارك فيها كبار علماء الأمة في القديم والحديث الذين اكتسبوا تلك الطاقة الدافعة التي تحرك السواكن وتهز الجوانح، فهو مثل هؤلاء مملوء بطاقة روحية هائلة تحركه من حيث لا يدري. ولهذا نقول مع “محمد أنس أرْكَنَة” بضرورة التخلي عن حواسنا وفكرنا المتسم بالعقلانية إذا شئنا النفاذ إلى الأعماق الروحية للأستاذ فتح الله كولن الذي يدعو “الجماهير إلى أمور أسمى من الأمور اليومية الصغيرة التي ينشغل بها الإنسان في حياته اليومية، وإلى القيام بخدمات أسمى وأهمّ، وإلى مشاعر متأجّجة، وإلى قيم إنسانية عليا. هذا هو لب نضاله وجوهره، أي يناضل ضد الارتخاء والارتماء في أحضان الدنيا.. إنه استصغر الدنيا وملزاتها ونذر نفسه من أجل الآخرين، مما يعني التوجه نحو الأزلية”.