أفادت مصادر بأن أنقرة لم تقتنع بالعرض الذي تقدم به زعماء الاتحاد الأوروبي لتركيا من أجل إيقاف تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
وقد اعتبرت بعض الأوساط أن هذا العرض عبارة عن رشوة سياسية، حيث تعرض أوروبا على تركيا تقديم 3 مليارات يورو كمساعدات من أجل إيقاف تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا. كما يحتوي العرض على مواد مثل إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوروبا، والإسراع في مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد ذكرت الممثلية التركية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي في بيان لها على موقع التويتر أن قرارات القمة الأوروبية لم تكن بالقدر المطلوب، ولكن تركيا لا تزال راغبة في استمرار مباحثاتها مع الاتحاد الأوروبي. ونوهت بأنها لن توافق على الخطة الأوروبية المتعلقة باللاجئين إلا في حال قبول الاتحاد الأوروبي بالمطالب التركية.
وتطرق الاتحاد الأوروبي في البيان الختامي للقمة التي عُقدت يوم أمس إلى إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوروبا، وزيادة التعاون السياسي والاقتصادي مع تركيا، والإسراع في مسيرة المباحثات المتعلقة بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنه لم يقدم أي مقترح ملموس حول هذه المواضيع.
هذا وقد ذكر دبلوماسي تركي خبير في الشؤون الأوروبية في حديث له عن القمة الأوروبية أن بروكسل تختار دوماً الغموض عندما يتعلق الأمر بتركيا.
علماً أن المصادر الأوروبية التي سلطت الضوء على الخطة المتعلقة باللاجئين اكتفت بالإشارة إلى ضرورة إجراء بحث ونقاش حول تفاصيل الخطة، والتأكيد على أن ملامح الخطة ستتبلور خلال الأيام القادمة.
ومع أن المصادر الأوروبية تتحدث عن مساعدة مالية بقيمة 3 مليارات يورو، إلا أنها تشير إلى وجوب زيادة دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتأمين هذا المبلغ، منوهة بأنه سيتم بحث مشاركة المسؤولين الأتراك في القمم الأوروبية.
كما أن أعضاء البرلمان الأوروبي انتقدوا بشدة إقدام الزعماء الأوروبيين على التعاون مع أنقرة دون أن ينتقدوا سلبيات حكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي هذا السياق، أفادت مقررة تركيا لدى البرلمان الأوروبي كاتي بيري بلزوم: “تجنب منح أردوغان هديةً انتخابية”،كما أن الساسة الألمان ينتقدون عزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على زيارة تركيا يوم الأحد المقبل. إذ يعتبر النواب الألمان زيارة ميركل لتركيا قبل أسبوعين من الانتخابات بمثابة دعم لأردوغان، وشددوا على وجوب تأجيل زيارة ميركل إلى ما بعد الانتخابات أو اللقاء بزعماء المعارضة أيضا.
ولفت أن ميركل – التي تراجعت شعبيتها كثيراً في بلدها بسبب أزمة اللاجئين – تؤكد في الأيام الأخيرة خاصة أن تركيا تلعب دوراً أساسياً في حل مشكلة اللاجئين السوريين.
تركيا ، الاتحاد الأوروبي ، أردوغان ، اللاجؤون السوريون ، سوريا ، تركيا والاتحاد الأوروبي