إسطنبول (زمان عربي) – تضمّ ماركة “موضة نسا” (modanisa) التي تعني “موضة النساء” باللغة التركية، إحدى العلامات التجارية التابعة لشركة تستّر (Tesettür) العاملة في مجال ملابس المحجبات خاصة، تشكيلةً كبيرة متنوعة، بدءاً من التونيكات إلى الفساتين، ومن العبايات إلى الإيشاربات. وماركة “موضة نسا” تلفت الأنظار لإتاحة فرصة الشراء عبر الإنترنت أيضاً.
ويقول كريم تورا أحد الشركاء المؤسسين للشركة: “إن الشركات التي قالت لنا في البداية، إنكم لن تنجحوا في عرض وبيع منتجاتكم عبر الإنترنت، باتت اليوم تتسابق على تقديم منتجاتها لنا تمهيداً لعرضها على الراغبين والمعنيين عبر التجارة الإلكترونية”.
ويندهش حتى أصحاب هذا الموقع من سرعة نموّ هذه الشركة بعد أن شهدت نمواً بمقدار أربعة أضعاف ونصف سنويًا خلال أربع سنوات. ويعزو كريم تورا الشريك المؤسس لموقع (modanisa) قصة نجاح الموقع إلى متابعته ودراسته الجيدة لتطلعات الأسر المحافظة بشأن ملابس المحجبات.
لا بد من علامة عالمية في مجال ملابس محافظة
ويروي تورا قصة انطلاق الموقع قائلا: “هناك فتيات ونساء محجبات بين أفراد أسرتي وأسر أصدقائي. عندما جلستُ مع الفتيات البالغات 20 عامًا والأمهات في سن الـ50 عامًا رأيت إنهن (الفتيات وأمهاتهنّ) يرتدين ملابس على نمط واحد، أو بالأحرى هنّ مضطرات لارتداء نفس النمط. مع أن الفئة التي أتحدث عنها من صنف الناس الذين يتمتعون بقدرة شرائيّة عالية”.
ويؤكد تورا أن فكرة الدخول في هذا القطاع ترسخت في ذهنه أكثر كلما شاهد نساء اشترين بلوزة عارية الذراعين أو تنورة قصيرة ثم ذهبن بها إلى الخياطة بهدف تمديدها حتى تناسب لأنفسهنّ. حيث يقول: “هناك فراغ كبير في هذا المجال، والجميع يلاحظ ذلك لكن لا يتحرك أحد لأن يفعلوا شيئاً في هذا الصدد. وهذا لا ينطبق على تركيا فقط، بل الأمر كذلك في جميع البلدان الإسلامية، والدليل على ذلك غياب ماركات عالمية مرموقة في هذا القطاع كماركتي زارا (Zara) ومانجو (Mango).
ويقول كريم تورا إنهم قاموا أولا بدراسة ميدانيّة من أجل فهم طلبات واحتياجات السيدات اللائي يمثّلن الفئة المستهدفة بالنسبة لهم. وأضاف: “توصلنا إلى أن كثرة التنوع في الملابس، والأسعار المناسبة يشكّلان الحاجة الأساسية لهذا السوق. وكانت أكثر المنتجات المطلوبة هي التونيكات والفساتين ذات الأكمام الطويلة”.
إقبال كبير من دول الخليج أيضاً
وجاء هذا الموقع الذي يعد أول شركة ملابس محافظة تبيع منتجات لشركات كثيرة في العالم في تقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي في المركز الأول ضمن 25 موقعًا عالميًّا. حيث يتم تصدير ما يقرب من نصف المنتجات إلى خارج تركيا، لدرجة أن شركة الاتصالات السعودية دخلت في هذا المشروع باستثمارات قدرها 500 ألف دولار.
من تسوّق مرة عبر موقعنا عاد إلينا مرة أخرى
ويلفت كريم تورا إلى أنهم نجحوا في الحصول على ثقة زائريهم ومشتريهم بفضل إتاحتهم فرصة التسوّق بطمأنية من خلال إعطاءهم ضماناً لاسترداد المنتجات مجاناً والتوصيل السريع، مما لعب دوراً كبيراً في تقليل مخاطر التجارة الإلكترونية المتوقعة، وعودة المشترين إليهم أكثر من مرة.