إسطنبول (زمان عربي) – هناك أفلام لا يمكن التخلص من تأثيرها بسهولة ولفترة طويلة بسبب روعتها. لدرجة أن من يشاهدها قد يناقش أحداثها مع الأصدقاء أويبحث عن حل للغزها. وعادةً ما يجد الإنسان ذهنه يشتعل من شدة التفكير وعندها يجد نفسه مستلقيًا في سريره لكن النوم قد يذهب من عينه بسبب التفكير.
ويظل الإنسان يفكر في واحدة من تلك الأفلام إلى أن يتخلص من تأثيره سواء كان في الطريق أو في المنزل أو في أي مكان آخر. وبمجرد مشاهدة عدة أفلام ستجد هذا التأثير قد زال. لكن عندما يأتي ذلك الفيلم إلى عقلك ستعلو وجهك ابتسامة صغيرة لتقول “كم كان فيلمًا شيقًا”، بل سيظل عالقًا في ذهنك في كل مرة تذكره.
والآن تعالوا نواصل في القسم الثاني من هذا المقال إلقاء نظرة على هذه الأفلام التي تزيد من سرعة موت خلايا المخ لدينا.
جزيرة المصراع Shutter Island
وتدور أحداث هذا الفيلم الذي يعد من أجمل النماذج للعمل الجماعي الذي أدّاه النجمان مارتن سكورسيزي وليوناردو ديكابريو في مستشفى أمراض نفسية موجودة بجزيرة كئيبة للغاية. وبطلنا الذي يظل يطارد مريضا نفسانيا ارتكب جريمة قتل وهرب من المستشفى يجعلنا نشاهد أحداثًا مليئة بالإثارة النفسية المدهشة خاصة في النصف الثاني من الفيلم.
وكلما تم كشف النقاب عن حالة الغموض في هذا الفيلم الذي نشاهد في بعض مشاهده أشياءً نرى أنها حدثت بالفعل لكنها سرعان ما تتحول إلى أحوال أخرى بالكامل في مشهد آخر، سنجد ذهننا في المشاهد الأخيرة من الفيلم وقد بدأ يتشتت حقًا.
الهوية Identity
وتدور أحداث هذا الفيلم الذي يتحدث عن لجوء 10 أشخاص إلى فندق بعدما تقطعت بهم السبل في جو عاصف، وقتل أحدهم أحد الأشخاص في فندق. وهذا الفيلم الذي يفوق مسلسل “لوست” من حيث الشخصيات سيجعلنا نندهش من شدة الشبه بينهما، تنتهي كل هذه الأحداث التي يكتنفها الغموض بنهاية مؤثرة للغاية بالفعل. وننصح الأشخاص الذين يهتمون بعلم النفس ألا يفوتوا مشاهدته.
شيفرة مصدرية Source Code
وهو فيلم خيال علمي وإثارة أمريكي تدور أحداثه حول جندي يفتح عينه في رحلة بالقطار. إذ إنه لا يعرف من أين وكيف وصل إلى هذا المكان. وعندما ينظر إلى نفسه في الزجاج يرى شخصًا مختلفًا تمامًا. وفجأة يحدث انفجار شديد في القطار ثم يستيقظ في صندوق. ثم يقول له جندي في الشاشة المواجهة له إنه مضطر لأن يشهد نفس الحادث إلى أن يجد حلا لسر الانفجار الذي وقع بالقطار. وكلما دارت أحداث الفيلم نصادف تفاصيل محزنة جدًا في حقيقة الأمر. ولعل أكثر هذه الأحداث إثارة أن نجد أنفسنا داخل حكايات الفيزياء الكمية والأكوان المتوازية.
بين النجوم Interstellar
لا نكون قد بالغنا لو قلنا إن فيلم بين النجوم هو تحفة فنية من أفلام الخيال العلمي الحديثة. فكما أن أفلام مثل سولاريس لتاركوفسكي ومغامرة الفضاء 2001 لكوبريك حظيت بشهرة عندما صدرت، يمكن القول بأن رائعة أفلام الخيال العلمي في يومنا الحالي هو فيلم بين النجوم لنولان. وهو في الوقت ذاته فيلم معقد ومثير للاهتمام والفضول لدرجة أنه يجبر المشاهد على البحث عن مفهوم البعد الخامس (بالمناسبة كنا قد علمنا بالبعد الثالث حديثًا).
برايمر Primer
نشاهد في هذا الفيلم قصة عالمين اخترعا آلة الرحلة عبر الزمن في جراج السيارة بالمنزل. قلنا إننا نشاهد فيلما لكن في الحقيقة أن الأمر يتطلب أكثر من المشاهدة من أجل فهم الأحداث التي تدور في الفيلم. ونعتقد أن ذهن فريق الإنتاج أيضًا قد تشتت في هذا الفيلم الذي بُذل فيه جهد كبير لكي يصبح فيلمًا غامضًا. لكن نوصيكم بمشاهدة هذا الفيلم الذي يدعو ذهنكم للاندهاش من سخافته في أوقات تكون فيها أعصابكم هادئة إن أمكن.
مثلث الرعب Triangle
أبطال هذا الفيلم الذين أخطأوا في اختيار التوقيت للقيام بجولة بالقارب علقوا بين رياح عاتية. ثم يلجأون إلى سفينة ضخمة تلوح لهم في الأفق. وتبدأ في هذه السفينة الغامضة والكئيبة جدًا أحداث غريبة تدعو إلى الدهشة والإثارة. لكن هذا الفيلم الذي تعد نهايته مؤثرة إلى حد ما يمتلئ بجرعة كبيرة من الوحشية.
حافة الغد Edge of Tomorrow
وهذا الفيلم الذي يلعب دور بطولته النجم العالمي توم كروز الذي لا تبدو عليه الشيخوخة أبدًا مختلف إلى حد ما بالرغم من أنه أحد أفلام هوليود التي تكلفت ميزانية كبيرة. ونشاهد في أحداث هذا الفيلم الذي يشبه ألعاب الخيال العلمي بالكمبيوتر مجموعة من الجنود تحارب كائنات فضائية تهاجم العالم؛ حيث يموتون باستمرار ثم يحاولون اجتياز نفس المرحلة مرة أخرى. لذا نوصيكم بمشاهدة هذا الفيلم الذي يبهركم بفضل المؤثرات البصرية ويضم مشاهدًا تشتت الذهن.