إسطنبول (زمان عربي) – قال محامي الكاتب الصحفي في جريدة حريت التركية أحمد حاكان جوشكون الذي تعرّض لاعتداء قبل أيام إن أحد المتهمين في إطار القضية اعترف بأنهم اعتدوا عليه بناءً على أوامر تلقوْها من شرطي متقاعد مقابل ألف ليرة تركية (حوالي 32 ألف دولار أمريكي).
وصرّح المحامي بأن المتهم في إطار القضية فؤاد ألماس كشف عن كل التفاصيل والملابسات الخاصة بعملية الهجوم التي نفّذها مع زملاءها ضد الصحفي المعروف جوشكون في أثناء أخذ أقواله في شعبة مكافحة الجرائم المنظمة، حيث اعترف بأن الشرطي المتقاعد يحيى كمال جيزار هو من طالبهم بذلك.
واعترف المتهم ألماس بأن الشرطي المتقاعد قال لهم: “هناك رجل يجب ضربه.. وهو الصحفي أحمد حاكان. ذلك لأنه يصف الشهداء بالموتى، ويقول بأنه سيصوّت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ويحث قراءه على ذلك. فلا بد من ضرب وإسقاط هذا الرجل. فقد تلقينا مساء اليوم تعليمات بذلك. وجهازا المخابرات الوطنية والأمن وكذلك الرئيس (أردوغان) على صلة بالأمر”، على حد زعمه.
وادعى المتهم ألماس بأن الشرطي المتقاعد يحيى كمال جيزار وعدهم بمنح أموال قيمتها 100 ألف ليرة (32 ألف دولار) بعد الانتهاء من تنفيذ الاعتداء على الصحفي جوشكون، الاعتداء الذي أثار ضجة كبيرة في تركيا.
وكان رؤساء تحرير وكتاب العديد من وسائل الإعلام نظموا يوم السبت الماضي مسيرة حاشدة في مدينة إسطنبول، بمشاركة نواب من المعارضة وكتاب وصحفيين، ودعم الجمعيات الصحفية المحلية والدولية، في مقدمتها مجلس الصحافة التركي، والاتحاد التركي للصحفيين، ومكتب تركيا لمعهد الصحافة الدولي (IPI)، لمطالبة حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان بالتزام مبدأ حرية الإعلام والتخلي عن ممارسة كل أعمال الضغط في هذا الصدد.
وجاءت هذه المسيرة في ساحة الاستقلال بعد أيام قليلة من تعرض الصحفي جوشكون المعروف بمواقفه الحاسمة ضد الحكومة لهجوم من قبل أربعة رجال أمام منزله في إسطنبول. وظهر فيما بعد أن ثلاثة من المهاجمين أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي اتخذ قراراً بطردهم.
وبمجرد أن فشل الرئيس أردوغان الذي يحاول منذ فترة طويلة السيطرة على مجموعة “دوغان” الإعلامية أكبر مجموعة إعلامية في تركيا عن طريق فرض غرامات مالية عليها في البداية، بدأ يهدّد صاحب المجموعة أيدين دوغان وبعض الصحفيين والكتّاب بالمجموعة. وبعد ذلك نشرت الصحف التي يسيطر عليها أردوغان أخبارًا ومقالات تهدد فيها أيدين دوغان والكاتب أحمد خاقان بالموت بعدما قدمت لهذه الصحف أسماؤهم شخصيًا.
وكان أحمد حاكان قال خلال مشاركته في برنامج على قناة “سي إن إن ترك” إنه في حال تعرضه لاعتداء سيكون المسؤولون عن ذلك بعض الصحفيين الموجودين في إعلام أردوغان.