(لإضافة تفاصيل ومقتبسات وبيان دي ميستورا)
من لويس شاربونو وميشيل نيكولز
الأمم المتحدة 2 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – شكك وزير
الخارجية السوري وليد المعلم اليوم الجمعة في جدوى المفاوضات
السياسية وقال إن الضربات الجوية ضد المتشددين في بلاده غير مجدية
إذا لم تتم بالتنسيق مع حكومته.
وقال المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “الإرهاب لا
يحارب من الجو فقط وكل ما سبق من عمليات لمكافحته لم تؤد إلا إلى
انتشاره وتفشيه.”
وكان المعلم يشير على ما يبدو إلى الضربات الجوية التي يشنها
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم الدولة
الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا والعراق
التي بدأت قبل عام تقريبا.
وأضاف المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
“الضربات الجوية غير مجدية ما لم يتم التعاون مع الجيش العربي
السوري القوة الوحيدة في سوريا التي تتصدى للإرهاب.”
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي اجتمع الرئيس الأمريكي باراك
أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيويورك على هامش
اجتماعات الجمعية العامة لبحث الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وهما
قضيتان محل خلاف بين خصمي الحرب الباردة السابقين.
وتكررت المواجهات بين موسكو وواشنطن هذا الأسبوع إذ دافع كل من
الجانبين عن شرعية تحركاته في سوريا لكنهما اختلفا على دور الرئيس
بشار الأسد حليف روسيا.
ورحب المعلم ببدء روسيا تنفيذ ضربات جوية على سوريا بناء على
طلب حكومة دمشق هذا الأسبوع دعما لجهود سوريا لمكافحة “الإرهاب”.
وقال الكرملين إنه يعزز الجيش السوري في نقاط ضعفه.
وباءت جهود الأمم المتحدة حتى الآن للوساطة لعقد محادثات سلام
بين الحكومة ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري
بشار الأسد بالفشل. وشهدت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات
تصعيدا جديدا حين بدأت الضربات الجوية الروسية.
ونفذت روسيا غارات جوية على سوريا لليوم الثالث اليوم الجمعة
مستهدفة مناطق خاضعة لسيطرة جماعات معارضة مسلحة سوى تنظيم الدولة
الإسلامية الذي قالت إنها تستهدفه. وأثارت الغارات رد فعل غاضبا من
الغرب.
وقال المعلم إنه سيكون من المستحيل إنهاء الأزمة في بلاده من
خلال المفاوضات السياسية وحسب.
وأضاف “فلا يظنن أحد أنه وبعد كل هذه التضحيات والصمود لاربع
سنوات… انه يستطيع أن ياخذ بالسياسة ما لم يستطع ان يأخذه
بالميدان وانه سيحقق على طاولة المفاوضات ما فشل فى تحقيقه على
الأرض.”
لكنه عبر عن استعداد حكومة الأسد للمشاركة في عدد من مجموعات
العمل التي اقترحها وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بهدف وضع
إطار عمل لاتفاق بشأن انتقال سياسي مستقبلي في سوريا.
وأشار إلى أن النتائج التي ستتوصل إليها مجموعات العمل ستكون
غير ملزمة.
وحتى الآن لم تتمخض مجموعات العمل عن نتائج ملموسة وعلى غرار
سلفيه كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي لم يتمكن دي ميستورا من إقناع
الأطراف المتحاربة بوقف القتال.
وقالت متحدثة باسم دي ميستورا اليوم الجمعة إن الأمم المتحدة
اضطرت لتعليق عمليات إنسانية كانت مقررة في سوريا بموجب اتفاق لوقف
إطلاق النار بسبب تزايد الأنشطة العسكرية.
وقال المعلم إن الإصلاحات المرتبطة بالانتخابات الديمقراطية
ودستور البلاد يجب أن تنتظر بينما تواصل الحكومة معركتها ضد ما
وصفه بالإرهاب.
وأضاف “مكافحة الإرهاب هي الأولوية للسير في المسارات الأخرى
فلا يمكن لسوريا أن تقوم بأي إجراء سياسي ديمقراطي يتعلق بانتخابات
أو دستور أو ما شابه والإرهاب يضرب في ارجائها ويهدد المدنيين
الامنين فيها. كيف لنا أن نطلب من الشعب السوري أن يتوجه إلى
صناديق الاقتراع وهو غير آمن في الشوارع والبيوت والقذائف تنهال
عليه من المجموعات الإرهابية التي تدعمها دول معروفة لكم جميعا.”
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)