(لإضافة بيان بشأن انتهاكات مزعومة لطالبان)
من مير واعظ هاروني وجيسيكا دوناتي
كابول 2 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – تبدي حركة طالبان
مقاومة في مواجهة القوات الأفغانية بمدينة قندوز اليوم الجمعة بعد
يوم من استعادة القوات الحكومية السيطرة على معظم أنحاء المدينة
الشمالية التي سقطت في أيدي متشددي الحركة في أكبر نصر لهم منذ بدء
تمردهم قبل 14 عاما.
وفي مدينة جلال اباد بشرق أفغانستان قال الجيش الأمريكي إن
طائرة نقل عسكرية أمريكية تحطمت في مطار بعد منتصف الليل بوقت قليل
فقتل 11 شخصا كانوا على متنها.
وقالت طالبان إنها أسقطت الطائرة لكن الجيش الأمريكي الذي
مازال ينشر بضع آلاف من قواته في أفغانستان بعد انتهاء المهمة
القتالية لحلف شمال الأطلسي ذكر أنه لم ترد تقارير عن نيران معادية
ووصف التحطم بأنه حادث.
وذكر ناويد فوروتان وهو متحدث باسم حاكم إقليم بدخشان بشمال
شرق أفغانستان أن طالبان سيطرت على منطقة واردوج بالإقليم في وقت
متأخر أمس الخميس بعد قتال عنيف.
وقال سكان قندوز وهي مدينة استراتيجية يعيش فيها 300 ألف شخص
وسقطت في أيدي طالبان إثر هجوم خاطف قبل فجر يوم الاثنين إن معظم
مقاتلي الحركة هربوا لكن بعضهم مازالوا يتحصنون في منازل المدنيين
ويقاتلون الجيش.
وأفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني اليوم الجمعة أن
طالبان متهمة بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وتعذيب ونهب وإحراق مبان
حكومية أثناء سيطرتها على المدينة لمدة ثلاثة أيام.
وأضاف “أفغانستان ملتزمة بمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم لذا شكلت
لجنة مدنية لتقييم الخسائر التي وقعت نتيجة وجود طالبان.”
وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في
الاشتباكات حتى اليوم الجمعة. وأضاف أن مستشفيات قندوز عالجت نحو
466 مصابا.
وقال أحمد ساهيل ويعمل منتجا في قناة تلفزيونية أفغانية محلية
بالمدينة إن أناسا كثيرين مازالوا يخشون الخروج من منازلهم.
وأضاف اليوم الجمعة “غادر مقاتلو طالبان الذين يعرفون قندوز
المدينة بالفعل لكن مقاتلين أجانب كثيرين لم يتمكنوا من الفرار
ويختبئون في منازل الناس ببعض المناطق في وسط المدينة ومازالوا
يقاومون.”
ووصف حمد لله دانيشي القائم بأعمال حاكم إقليم قندوز العاصمة
بأنها هادئة وقال إنه لا يوجد “قتال كبير”.
لكنه أقر بأنه لم يتم طرد المقاتلين بالكامل من قندوز.
وتابع “لا يزال هناك مقاتلون من طالبان في منازل ومبان مدنية..
إنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.”
* مكاسب طالبان
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قلقها يتزايد بشأن
سلامة المواطنين داخل المدينة ونقص الإمدادات الطبية والعاملين في
المجال الطبي.
وقال بيتر اسميث اوي وهو طبيب تابع للصليب الأحمر يعمل في
المدينة “لدينا نقص شديد في العاملين بالمستشفيات… لا يمكن
للطاقم الطبي في المدينة الوصول إلى المستشفيات بسبب استمرار
القتال.”
وأضاف الصليب الأحمر أنه يملك امدادات طبية طارئة يمكن نقلها
جوا بمجرد تحسن الوضع الأمني في مطار قندوز.
وفي إشارة للصعوبات التي تواجهها القوات الحكومية في سعيها
لاحتواء تهديد المتشددين المتنامي حققت طالبان مكاسب على الأرض في
أنحاء أخرى بالبلاد وإن كان على نطاق أصغر من استيلائها على قندوز
لفترة وجيزة.
وأشار فوروتان إلى سقوط منطقة واردوج في بدخشان قائلا “لم تحصل
قواتنا على تعزيزات في الوقت المناسب. كانت أعداد مقاتلي طالبان
كبيرة لذا تراجعت قواتنا.”
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن مقاتلي الحركة
قتلوا 50 جنديا وسيطروا على 28 نقطة تفتيش في منطقة بإقليم بدخشان
يدور حولها قتال منذ سنوات.
وتحتل هذه المنطقة موقعا استراتيجيا على طريق سريع يؤدي إلى
الحدود مع طاجيكستان ولها حدود أيضا مع الصين وباكستان.
وبدأ الهجوم عندما هاجم مقاتلو طالبان نقاط تفتيش في عدة قرى
فتغلبوا على التعزيزات وأحكموا سيطرتهم بعد الظهر وفقا لما جاء في
تقرير حكومي. وأضاف التقرير أن مقر الشرطة في واردوج سقط في أيدي
المتشددين في حوالي الساعة السادسة مساء.
وقتل اثنان على الأقل من أفراد الشرطة في المعركة فيما أفادت
أنباء بفقد ثلاثة آخرين.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)