من إد ستودارد
بوتشفستروم (جنوب افريقيا) 2 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) –
و قف توم فان روين في حفرة ابتلع عمقها نصف جسده وفي يده معول
صغير يحفر به في جنباتها.
نفض الفلاح الجنوب افريقي الذي يزرع الذرة الغبار المكتسي
بلون الأرض الأحمر عن يديه وقال “توجد رطوبة على عمق 25 سنتيمترا
لكن ليس بعد ذلك. إذا بلغت الأمطار مستويات أقل من المتوقع فستكون
كارثة.”
ومن المتوقع ضعف الأمطار في حزام الذرة بجنوب افريقيا بسبب
ظاهرة النينيو المناخية التي من المتوقع أن تؤدي إلى مزيد من
الجفاف في مناطق الجنوب الافريقي التي تعاني بالفعل من الجفاف مع
احتمالات حدوث فيضانات في الشرق.
وسيزيد هذا الأمر معاناة القارة الأفقر في العالم التي تعاني
بالفعل جراء انهيار أسعار السلع الأولية بسبب تباطؤ النمو في
الصين.
وحذرت منظمة أوكسفام هذا الأسبوع من أن عشرة ملايين شخص
معظمهم في افريقيا يواجهون خطر الجوع بسبب الجفاف وقلة هطول
الأمطار على غير المعتاد بسبب ظاهرة النينيو.
والنينيو عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة سطح الماء في شرق ووسط
المحيط الأطلسي يتكرر كل عدة أعوام وحدث النينيو “الفائق” آخر مرة
في عامي 1997 و1998.
وأدى الجفاف إلى انخفاض محصول الذرة الأساسي في جنوب افريقيا
أكبر منتج للذرة في المنطقة نحو الثلث في الموسم الماضي. ومن
المرجح أن يستمر هذا الجفاف خلال فترة الصيف في نصف الكرة الجنوبي
حيث تشتد ظاهرة النينيو.
ووفقا لبيانات لتومسون رويترز فإن العقود الآجلة للذرة البيضاء
التي تستخدم للاستهلاك الآدمي بلغت أعلى مستوياتها عند أكثر من
ثلاثة آلاف راند (215 دولارا) للطن في يوليو تموز وباتت قريبة جدا
من هذا المستوى.
وهبط معدل التضخم في الاقتصاد الأكثر تقدما في افريقيا إلى 4.6
بالمئة في أغسطس آب من خمسة بالمئة في يوليو تموز لكن البنك
المركزي حذر من أن الجفاف مازال مصدر قلق بسبب أثره على أسعار
الغذاء.
وتضرر محصول السكر في جنوب افريقيا من الجفاف إذ يتوقع اتحاد
منتجي قصب السكر تراجع المحصول إلى 14.9 مليون طن في موسم
2015-2016 من 17.7 مليون طن العام الماضي بانخفاض 15 بالمئة.
وجنوب افريقا ثاني أكبر دولة مصدرة للموالح في العالم حيث يبلغ
حجم القطاع تسعة مليارات راند. وتعاني منطقة ليمبوبو الجنوبية التي
تنتج نحو ثلث المحصول من قيود تتعلق بالمياه بحسب مصادر من القطاع.
وتضررت زيمبابوي هي الأخرى كثيرا من الجفاف الذي أدى إلى تراجع
محصول الذرة إلى النصف ليبلغ 742 ألف طن هذا العام بحسب برنامج
الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وفي غرب افريقيا أدى عدم هطول الأمطار على حزام الكاكاو إلى
زيادة المخاوف من احتمال تعرض ثاني أكبر منتج في العالم لموسم حصاد
ضعيف مرة أخرى.
وفي اثيوبيا يحتاج 4.5 مليون شخص لمساعدات غذائية بسبب النينيو
والتغيرات المناخية على المدى الطويل بحسب وكالات تابعة للأمم
المتحدة.
إلا ان الوضع في كينيا أكبر اقتصاد في شرق افريقيا سيكون أكثر
تعقيدا بحسب بيتر امبينجي مساعد مدير إدارة الأرصاد في البلاد.
وتؤدي ظاهرة النينيو إلى هطول مزيد من الأمطار على شرق افريقيا.
وقال امبينجي لرويترز “زيادة هطول الأمطار ستعزز الزراعة على
الرغم من أنه ينبغي أن يكون المزارعون على دراية بانتشار الأمراض
بسبب ارتفاع مستويات الرطوبة مما قد يؤدي إلى خسائر بعد موسم
الحصاد.”
(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية – تحرير أحمد إلهامي)