من دينيس ديومكين وأرشد محمد
الأمم المتحدة 30 سبتمبر أيلول (رويترز) – اندلعت مواجهة بين
روسيا وأمريكا في مقر الأمم المتحدة اليوم الأربعاء بسبب حملات
جوية متزامنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وادعى كل جانب
شرعية موقفه لكنهما اختلفا حول دور الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد ساعات من تنفيذ روسيا أولى ضرباتها الجوية قال وزير
الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال اجتماع في مجلس الأمن إن موسكو
مستعدة لفتح قنوات اتصال مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة
والذي ينفذ مهاما جوية منذ نحو عام.
وشككت الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء اخرون فيما اذا كانت
الطائرات الروسية قصفت مواقع للدولة الإسلامية حسبما أفادت موسكو
وقالوا إن الضربات استهدفت في واقع الأمر مقاتلين من المعارضة
المدعومة من الغرب والذين يقاتلون ضد الدولة الإسلامية وضد القوات
الموالية للرئيس السوري.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن روسيا أبلغت الولايات
المتحدة بضرباتها المزمعة قبل ساعة من تنفيذها وذلك من خلال
دبلوماسي في بغداد وطلبت من الطيران الأمريكي الابتعاد عن المجال
الجوي السوري.
وأبلغ كيري المجلس بأن التحذير الروسي قوبل بالتجاهل وان
التحالف واصل طلعاته وهجماته اليوم الأربعاء.
وقال “ستتواصل هذه الضربات.”
ووقعت الهجمات الروسية قبل أن تبدأ موسكو وواشنطن محادثات تهدف
إلى تجنب وقوع اشتباكات بين الجيوش المختلفة التي تعمل في نفس مسرح
العمليات. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي
فلاديمير بوتين اجتمعا يوم الاثنين في الأمم المتحدة واتفقا على
اجراء هذه المشاورات.
تنامي التوتر بين القوى الكبرى
ومما يعكس تنامي التوتر بين القوى الكبرى قال مسؤول أمريكي
لرويترز إن كيري اتصل هاتفيا بلافروف اليوم الاربعاء ليبلغه بأن
الولايات المتحدة تعتبر الضربات امرا بالغ الخطورة.
وقال كيري لمجلس الأمن إن التحالف سيواصل عملياته لكنه أضاف أن
واشنطن سترحب بالضربات الروسية إذا كانت موجهة حقا إلى الدولة
الإسلامية أو جماعات متشددة أخرى متحالفة مع القاعدة.
وقال كيري إن الولايات المتحدة ستشعر بالقلق إذا قصفت روسيا
مناطق لا وجود فيها لهذه الجماعات قائلا ان هذا سيوحي بأن الهدف
الحقيقي لروسيا هو مساندة الأسد.
ومنطقة حمص التي قصفتها الطائرات الروسية مهمة لسيطرة الأسد
على غرب سوريا. ومن شأن سيطرة المعارضة المسلحة على تلك المنطقة أن
يقسم غرب البلاد الخاضع لسيطرة الأسد مما يفصل دمشق عن مدينتي
اللاذقية وطرطوس الساحليتين اللتين توجد بهما منشآت عسكرية روسية.
وقال كيري “يجب ألا نخلط بين قتالنا ضد داعش ومساندة الأسد.
وداعش نفسها لا يمكن هزيمتها ما دام بقي بشار الأسد رئيسا لسوريا.”
وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم القديم لتنظيم الدولة
الإسلامية.
لكن كيري أضاف انه اذا كانت روسيا ملتزمة حقا بقتال الدولة
الإسلامية “فنحن على استعداد للترحيب بتلك الجهود وايجاد سبيل
لتجنب اي تعارض بين عملياتنا ومن ثم مضاعفة الضغط العسكري على داعش
والجماعات التابعة له.”
وقال إن المحادثات المتعلقة بتجنب اخطار وقوع اشتباكات بين
الجانبين قد تعقد خلال الأيام القليلة القادمة.
مشروع قرار روسي
ووزعت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن يقول بوتين انه “يهدف
إلى تنسيق أعمال كل القوات التي تتصدى للدولة الإسلامية.” وقال
لافروف إنه سيتم مناقشة مشروع القرار الشهر القادم.
ويرحب مشروع القرار الذي إطلعت عليه رويترز بجهود الدول التي
تقاتل الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة والجماعات
الاخرى في المنطقة ويدعو تلك الدول “لتنسيق أنشطتها بموافقة الدول
في الاراضي التي تجري فيها مثل هذه الانشطة.”
وأبلغ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سوريا عندما بدأ
الضربات الجوية قبل عام لكنه لم يسع للحصول على إذن. ويقول أعضاء
التحالف انهم يتحركون بصورة جماعية للدفاع عن النفس بناء على طلب
الجار العراقي. وقالت روسيا ان سوريا طلبت منها تقديم مساعدة
عسكرية.
ويطلب مشروع القرار الروسي من الولايات المتحدة التي تقاتل
جماعات متطرفة في المنطقة أن ترفع تقارير دورية إلى مجلس الأمن عن
أنشطتها.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن باريس لن تدعم
الاقتراح إلا في حالة تنفيذ ثلاثة شروط.
وأضاف أن روسيا يجب ألا تكون غامضة بشأن من هو العدو وعليها أن
تدفع الأسد لكي يكف عن القاء براميل متفجرة دون تمييز على السكان
المدنيين وأن توضح أن الأسد لن يكون في الحكم بعد تحقيق انتقال
سياسي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الضربات الجوية الروسية لا تنبيء
بأن موسكو مستعدة لعمل ذلك. وقال المصدر “لا يمكننا العمل (معا) في
هذه الظروف.
وقال لافروف إن روسيا تؤيد جهود الامم المتحدة لجمع الاطراف
السورية على مائدة التفاوض وأضاف أن المطلوب “هو مساعدة خارجية
شاملة ومتوازنة للعملية السياسية.”
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)