(لإضافة اقتباسات لوزير الاثار وريفز وخلفية)
القاهرة أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – قال وزير الآثار
المصري ممدوح الدماطي إنه اذا صحت وجهة النظر القائلة بوجود غرفة
خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك بمحافظة الأقصر ترقد
بها ملكة فرعونية قد يكون أهم اكتشاف في وقتنا الحالي.
وقال الدماطي في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الخميس إن العثور
على شيء ما خلف المقبرة ربما يؤدي “إلى كشف أثري ضخم يضاهي في
أهميته الكشف عن مقبرة الملك توت عنخ آمون ذاتها” والتي يرى كثيرون
أنها أبرز كشف أثري في القرن العشرين.
وأضاف انه يتم حاليا اعداد خطة عمل لعرضها على الجهات المختصة
في مصر واستصدار التراخيص اللازمة للشروع في التحقق من فرضية عالم
الاثار البريطاني نيكولاس ريفز بوجود ممر يؤدي إلى غرفتين وراء
جدران المقبرة.
وأوضح ان دراسة الخطة واستصدار التراخيص قد يستغرق ما بين شهر
إلى ثلاثة أشهر وإن كان يأمل شخصيا في التوصل إلى شيء ملموس خلال
شهر نوفمبر تشرين الثاني الذي يواكب ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ
امون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر.
وقال الدماطي إنه يعتقد بنسبة تترواح بين 60 و70 بالمئة بوجود
ممر وراء جدران المقبرة قد يؤدي إلى اكتشاف حجرة دفن ملكة فرعونية
لكنه لا يرى ان تكون هي بالضرورة نفرتيتي كما لم يستبعد أن تكون
“كيا” أم توت عنخ آمون أو “ميريت آتون” زوجة “سمنخ كارع” وهو أخو
اخناتون وتولى الحكم بعده.
وأضاف إنه ستتم الاستعانة بأجهزة رادارية من داخل مصر وخارجها
للتحقق من وجود نظرية ريفز “ثم تتبقى المرحلة الأخيرة .. وهي كيفية
الوصول لما وراء الجدران.”
واستعرض ريفز خلال المؤتمر -الذي عقد بمقر الهيئة العامة
للاستعلامات- القرائن والفرضيات التي أسس عليها وجهة نظره بوجود
ممر ما وراء مقبرة توت عنخ آمون يرجح أن يؤدي إلى غرفة دفن الملكة
نفرتيتي.
وقال ريفز إن الأبحاث والدراسات التي أجراها لمدة 18 شهرا
وشملت المسح الضوئي على جدارن مقبرة توت والرسوم الملونة بها قادته
للاعتقاد بوجود ممر غير مكتشف بعد.
وأضاف ان هذه الصور تشير إلى وجود اختلافات بالجدران تتمثل في
ان جزءا منها خشن وجزءا آخر أملس مما قد يشير إلى ان الجدران
جميعها لم تشيد في وقت واحد.
واستشهد بالرسوم الملونة على جدار المقبرة قائلا إن جميع
الرسوم وضعت على خلفية صفراء باستثناء بعض الرسوم وضعت على خلفية
بيضاء ثم اكتست باللون الأصفر لاحقا وهو أيضا ما يشير إلى اختلاف
زمني في مراحل تشييد المقبرة.
وقال إن من بين ما يعزز فرضيته وجود ثقب بأذن القناع الذهبي
الشهير لتوت والموجود بالمتحف المصري “وهو ملمح غير معهود لملوك
الفراعنة بل كان مخصصا للنساء” مرجحا أن القناع يخص الملكة نفرتيتي
التي يرى أنها تمتلك 80 بالمئة من الأثاث الجنائزي لمقبرة توت.
كان ريفز قام بزيارة ميدانية إلى وادي الملوك يومي الاثنين
والثلاثاء الماضيين رافقه خلالها وزيرا الآثار والسياحة.
ولا تزال ملابسات موت نفرتيتي ومكان مقبرتها غير معلومين
لعلماء المصريات فيما يعتقد معظمهم انها توفيت في ظروف غامضة خلال
ثورة أنهت حكم زوجها الملك اخناتون الملقب بفرعون التوحيد والذي
حكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد فيما يعتقد آخرون ومن بينهم
ريفز انها قد تكون عاشت بعد ذلك واتخذت اسما آخر.
(تغطية صحفية للنشرة العربية سامح الخطيب اعداد سعد علي – تحرير
محمد هميمي)