(لإضافة اقتباسات)
بيروت أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – قال قائد بارز
لمقاتلي المعارضة السورية اليوم الخميس إن الضربات الجوية الروسية
لدعم الرئيس بشار الأسد ستطيل أمد الحرب المستمرة منذ أربع سنوات
وتغذي التطرف وتجلب مزيدا من المقاتلين الأجانب إلى سوريا.
ودعا بشار الزعبي وهو قائد جيش اليرموك أحد أكبر جماعات مقاتلي
المعارضة في جنوب سوريا خصوم الأسد في الدول العربية لتلبية طلب
المقاتلين بإرسال صواريخ مضادة للطائرات حتى يستطيعوا الدفاع عن
أنفسهم في مواجهة الطائرات الروسية التي وصلت حديثا.
وأضاف أنه حتى القوة الجوية الروسية لا يمكنها أن تحسم الحرب
لصالح الأسد وقال إن موسكو تخاطر بتكرار سيناريو أفغانستان في
سوريا في إشارة إلى هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال
الثمانينات.
وتابع قوله “هذه الضربات ستمدد من مدى الحرب كخطوة أولى وخطوة
ثانية سوف تنشر التطرف لأنه عندما تصبح الحرب دولية وعالمية على
الشعب السوري فلن يتراجع عن أهدافه. ستكون بيئة حاضنة لجلب
المقاتلين الاجانب لقتال الروس.”
وقال الزعبي الذي تنظر الولايات المتحدة إلى جماعته باعتبارها
جزءا من المعارضة المعتدلة “كما خسرت روسيا في أفغانستان لن يربحوا
في سوريا لكن سيكون هناك مزيد من القتال ومزيد من الدماء.”
ورغم أن روسيا تقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فإن
المناطق التي استهدفتها طائراتها منذ يوم الأربعاء في شمال غرب
سوريا تسيطر على أغلبها جماعات أخرى تقاتل الأسد بينها جماعات
تعتبر نفسها جزءا من الجيش السوري الحر.
وقالت قناة الميادين التلفزيونية الموالية للحكومة السورية
ومقرها لبنان إن المناطق التي استهدفتها الطائرات الحربية الروسية
اليوم الخميس شملت مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في
شمال وشرق سوريا.
ويتلقى جيش اليرموك – وهو جزء من تحالف الجبهة الجنوبية الذي
يسيطر على مناطق في جنوب غرب سوريا – ما يصفه مقاتلون بكميات صغيرة
من المساعدات العسكرية من دول تريد رحيل الأسد من السلطة.
ومن بين خصوم الأسد السعودية وقطر وتركيا.
*عثرات دبلوماسية
ولطالما شكا الزعبي وحلفاؤه من أن العون العسكري من داعميهم
ليس كبيرا مقارنة بالدعم الذي يحصل عليه الأسد من إيران وروسيا.
وقوبلت مطالبهم بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات بالتجاهل.
وفي الوقت الذي يواجه فيه مقاتلو المعارضة الآن طائرات روسية
أكثر تطورا تحلق على ارتفاعات أعلى من الطائرات الأقدم التابعة
للقوات الجوية السورية جدد الزعبي مطلب الحصول على أسلحة مضادة
للطائرات لا سيما من دول عربية تتصارع على النفوذ بالمنطقة مع
إيران.
وقال “نرجو من الدول العربية إمدادنا بالأسلحة المضادة للطيران
لوقف هذه الهجمات الوحشية.”
وينظر إلى جنوب غرب وسوريا على نطاق واسع باعتباره أحد آخر
المعاقل المهمة لمقاتلي المعارضة ذوي الأيديولوجية الوطنية وليس
الجهادية. ويصل الدعم الأجنبي لمقاتلي المعارضة عن طريق غرفة
عمليات في الأردن.
وكان الزعبي يتحدث لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من اسطنبول
حيث قال إنه كان يحضر اجتماعا للمعارضة السورية يهدف إلى صياغة
موقف بشأن أحدث المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة
لإنهاء الحرب السورية.
وكانت المساعي الدبلوماسية بقيادة مبعوث الأمم المتحدة ستافان
دي ميستورا تواجه صعوبات بالفعل حتى قبل أن تبدأ روسيا ضرباتها.
وقال الزعبي “صرحنا أكثر من مرة أننا مع الحل السياسي الذي
يؤدي إلى الحصول على مطالب الثورة السورية. بعد هذا العدوان
الإيراني والآن العدوان الروسي أي حل سياسي يتحدثون عنه؟ فهو نسف
لكل مبادرات المجتع الدولي. نحن فقدنا الثقة بالعالم وحتى
بالمبادرة السياسية.”
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)