من كيت كيلاند
لندن أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – رصد العلماء طفرات
جينية محددة يمكن أن تقي بعض أطفال القارة الافريقية من الاصابة
بالملاريا قائلين بان اكتشافهم هذا سيعزز مكافحة المرض الذي يودي
بحياة زهاء نصف مليون طفل سنويا.
وفي أشمل دراسة من نوعها قال الباحثون إن التعرف على طفرات في
مواقع معينة من الحمض النووي (دي ان ايه) على الطاقم الوراثي
(الجينوم) يفسر سبب اصابة بعض الأطفال بأنواع شرسة من الملاريا
فيما لا يصاب آخرون حيث ينتشر البعوض المسبب للمرض.
وقال الباحثون إن وجود هذه الطفرات في بعض الأحيان يخفض إلى
النصف تقريبا خطر اصابة الاطفال بالمرض الفتاك.
وقال دومينيك كوياتكوفسكي الاستاذ بمعهد سانجر التابع لصندوق
ولكام ومركز الوراثة البشرية وأحد كبار المشاركين في هذا البرنامج
“يمكننا القول صراحة ان الطفرات الجينية في هذه المنطقة من الجينوم
البشري توفر حماية قوية ضد الملاريا الشديدة في العالم”.
وأنشأ هذا البرنامج شبكة (ملارياجين) الدولية التي تضم علماء
من افريقيا وآسيا ومناطق اخرى يستشرى بها المرض ويشارك في تمويله
صندوق ولكام.
وتضمنت الدراسة تحليل بيانات من بوركينا فاسو والكاميرون وغانا
وكينيا وملاوي ومالي وجامبيا وتنزانيا وشملت مقارنة الحمض النووي
الخاص بنحو 5633 طفلا يعانون من نوع شرس من الملاريا بآخرين عددهم
5919 طفلا يعانون من نوع متوسط من المرض ثم اعادوا التجربة على 14
ألف طفل آخر.
ونشرت نتائج البحث في دورية (نيتشر).
وتصيب الملاريا نحو 200 مليون شخص سنويا وقتلت 584 ألفا عام
2013 معظمهم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بافريقيا وأكثر من 80 في
المئة من وفيات الملاريا من الاطفال دون سن الخامسة.
وتحدث معظم حالات الاصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم
فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض ليدخل مجرى الدم
للانسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم
الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة ما يؤدي الى انفجارها وانتاج
المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب.
وتنتشر الملاريا ايضا في آسيا وامريكا الجنوبية حيث تكون أقل
خطورة وتنقلها بعوضة اخرى هي (بلازموديوم فيفاكس) الأكثر شيوعا.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)