من فيل ستيوارت ويجانة تربتي
واشنطن أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – كان المشهد في بغداد
أشبه بفيلم سينمائي إذ ظهر جنرال روسي في حوالي الساعة التاسعة
صباح أمس الأربعاء في السفارة الأمريكية ببغداد ليخبر الولايات
المتحدة بأنها يجب أن تخلي سماء سوريا المجاورة لأن قصفا روسيا على
وشك أن يبدأ.
لكن مسؤولين قالوا إن الولايات المتحدة تحدت التحذير الروسي
رغم مخاوف بشأن سلامة الأطقم الجوية الأمريكية التي تحلق بسرعة
كبيرة في المجال الجوي السوري المحدود لقصف أهداف تنظيم الدولة
الإسلامية.
وذكر مسؤولون أن الجيش الأمريكي شن ضربة واحدة على الأقل أمس
ولم يخبر الروس بموعدها أو مكانها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر في إفادة صحفية “سيواصل
التحالف مهام التحليق فوق العراق وسوريا كما هو مخطط وكما فعلنا
اليوم.”
وأدخلت الضربات الصراع السوري المستمر منذ أربع سنوات في مرحلة
متغيرة جديدة تشارك فيها القوى العسكرية الرئيسية في العالم
-باستثناء الصين- بشكل مباشر.
وتدرك واشنطن وموسكو مخاطر المضي قدما في حملتين جويتين
متنافستين فوق سوريا دون تنسيق. فقد يترك هذا الوضع للقوات في
مواقع الأحداث أمر اتخاذ قرارات في اللحظات الأخيرة لتفادي أي
حادثة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم ذكر اسمه “عندما تقترب
طائرتان من بعضهما البعض بسرعة 20 ميلا في الدقيقة… لا يكون
أمامك وقت لترفع الأمر إلى المستوى الرئاسي.”
وتقول الولايات المتحدة إنها تتوقع إجراء محادثات عسكرية مع
روسيا اليوم الخميس في أقرب موعد لبحث سبل الفصل بين الجيشين.
وتحد الجغرافيا حتى الآن على الأقل من حجم الخطورة إذ تنفذ
الطائرات الأمريكية والروسية مهامها في أجزاء مختلفة من سوريا.
ويرجع الفضل في هذا لأسباب من بينها الأهداف نفسها. وتقول
الولايات المتحدة وحلفاؤها إن روسيا تقصف مناطق لا يبدو أن تنظيم
الدولة الإسلامية يحظى بسطوة فيها رغم قول موسكو إن حملتها التي
بدأت للتو تستهدف التنظيم المتشدد. وتحدث مسؤولون أمريكيون عن ضربة
روسية قرب مدينة حمص وأخرى محتملة في محافظة حماة.
وعلى الطرف الآخر ينصب تركيز الولايات المتحدة أساسا على قصف
التنظيم لكنها وجهت ضربات أيضا لجماعات أخرى منها جبهة النصرة جناح
تنظيم القاعدة في سوريا وجماعة خراسان.
وقال ديف ديبتولا وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو الأمريكي برتبة
ليفتنانت جنرال إن الوتيرة البطيئة للضربات الأمريكية في سوريا تحد
أيضا من المخاطر.
وأضاف ديبتولا وهو عميد معهد ميتشل لدراسات الطيران “حقيقة
الأمر هي أن العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة في
سوريا ليست نشيطة.”
وأرسلت روسيا مقاتلات إلى سوريا تملك قدرات قصف طائرات وأخرى
متخصصة في نوع الضربات التي نفذتها موسكو أمس الأربعاء وقصفت فيها
أهدافا على الأرض.
لكن بول شوارتز وهو زميل في مركز الدراسات الاستراتيجية
والدولية هون من فرص حدوث اشتباك في سماء سوريا وتوقع أن يجد
الطرفان طريقة لتفادي أي حادثة في الجو.
وأضاف “سيعمل الاثنان حثيثا لمحاولة تفادي هذا النوع من
التصادم.”
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)