من كيت كيلاند
لندن أول أكتوبر تشرين الأول (رويترز) – قال متخصصون في مجال
سم الثعابين أمس الاربعاء إن الأمراض والعجز جراء لدغات الثعابين
تتجاوز كثيرا ما تشير اليه التقديرات العالمية علاوة على ان
المخزون من ترياق علاج هذه اللدغات ضئيل للغاية.
وقال الخبراء في بيان مشترك عقب انتهاء أعمال مؤتمر استغرق
خمسة أيام في بريطانيا إن لدغات الأفاعي تقتل عددا يتجاوز ما تسببه
الامراض المهملة مجتمعة في المناطق الحارة لكنها لا تلقى التمويل
الكافي من جانب منظمة الصحة العالمية أو من الحكومات.
وسرد العلماء شواهد حديثة من دراسة جرت في الهند وبنجلادش
وقالوا إن نحو 46 ألف شخص يموتون سنويا جراء لدغات الثعابين في
الهند علاوة على ستة آلاف آخرين في بنجلادش. أما تقديرات منظمة
الصحة العالمية للوفيات السنوية في الهند جراء لدغات الأفاعي فتشير
الى عشرة آلاف شخص.
وقال آلان هارفي رئيس الجمعية الدولية للسموم الذي رأس
الاجتماع “يتم تجاهل لدغات الثعابين بشكل شبه كامل … ويجري
الاستهانة بها بدرجة كبيرة”.
وقال “يتعين على الحكومات ومنظمة الصحة العالمية تصنيف لدغات
الثعابين على انها تمثل مثارا حقيقيا للقلق العام من الناحيتين
الصحية والطبية ما يستدعي التركيز على التمويل والتدريب”.
ويتعرض الناس في المناطق الريفية من افريقيا جنوب الصحراء
وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا للدغات مختلف أنواع الثعابين السامة
ويتضمن العلاج الحالي اعطاء المصاب ترياقا واسع المفعول يشمل جميع
أنواع الحيات التي قد تكون مسؤولة عن الاصابة.
يقول الخبراء إن العلاج بالترياق يمكن ان يتكلف من 250 إلى 500
دولار ما يعني ان الكثير من الضحايا قد لا يلتفتون الى العلاج أو
يتوجهون الى المعالجين التقليديين أو العلاج بالاعشاب.
وقال الخبراء إنه على الرغم من ارتفاع اعداد الوفيات الناجمة
عن لدغات الحيات فان منظمة الصحة العالمية خفضت في عام 2013 من
أهميتها وصنفتها على انها “حالة مهملة” دون وضع برنامج رسمي لعلاج
هذا الخطر الصحي.
وحذر المتخصصون أيضا من ان المخزون من الترياق ينفد “بصورة
خطيرة” في الكثير من مناطق الخطر مأشاروا الى “أزمة حقيقية من حيث
الكم والكيف في الترياق بالمناطق الريفية حيث تشتد اليها الحاجة”.
وقال علماء بكلية طب المناطق الحارة في ليفربول إن استخلاص
ترياق حديث لعلاج لدغات الثعابين لمعالجة ضحايا الأفاعي السامة في
منطقة افريقيا جنوب الصحراء سيصبح واقعا في غضون السنوات القليلة
القادمة.
ويسعى العلماء لإنتاج ترياق قوي مضاد لسموم الحيات يمكن تخزينه
بأمان في درجة حرارة الغرفة وذلك دون الحاجة إلى تجميده.
ويجري إنتاج الترياق من خلال استخلاص سم الحيات أولا ثم حقنه
بجرعات بسيطة في حصان أو خروف بحيث لا يصاب الحيوان بالسم بل يحفز
جهاز المناعة لانتاج أجسام مضادة داخل جسم الحيوان ثم يجري استخلاص
هذه الأجسام المضادة من دم الحيوان لتستخدم كترياق.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)