الموضوع 4126
المدة 4.51 دقيقة
بودابست في المجر
تصوير 29 سبتمبر ايلول 2015
الصوت طبيعي مع لغة مجرية
المصدر تلفزيون رويترز
القيود جزء غير متاح في المجر
القصة
وجدت مجموعة من المطاعم في بودابست أن “إسالة اللعاب” هي أفضل
وسيلة لتحدي المواقف المجرية إزاء أزمة الهجرة إلى أوروبا وذلك
بتقديم طعام لذيذ من سوريا ودول أخرى لها كثير من اللاجئين.
وتعرضت الحكومة اليمينية في المجر لانتقادات بسبب حملتها على
المهاجرين الفارين من الصراعات والفقر في منطقة الشرق الأوسط
وحولها. وأثارت إقامتها سياجا معدنيا على طول الحدود الجنوبية مع
صربيا القلق.
ومعروف عن المجريين عشقهم للطعام الجيد.. وتهدف مبادرة المطاعم
لإضافة منظور إنساني وأكثر حميمية على الثقافات التي تركها عشرات
ألوف اللاجئين الذين يتدفقون على أوروبا حاليا وراءهم.
وقالت هانا مايكس منسقة مشروع الطبخ الذي نظمته مؤسسة أرتيميزو
“يمكن أن يساعد لأن كثيرين منا يخشون الغرباء. وإذا عرفنا الناس
ربما يمكننا تكسير تلك العقبات التي تمنعنا عنهم.”
ويقدم المشروع الذي يستمر أسبوعا تحت عنوان “مهرجان الطعام
بطريقة أخرى” معلومات بشأن الحياة اليومية في الدول الأربع وهي
سوريا وأفغانستان والصومال واريتريا إضافة إلى مقابلات قصيرة مع
مهاجرين يعيشون في المجر.
ومن بين من المهاجرين الذين يساعدون في المشروع امرأة تدعى
عقيلة صابونة (27 عاما) جاءت للمجر مع أسرتها منذ سنوات.
وقالت عقيلة التي حصلت على الجنسية المجرية وهي تبتسم ابتسامة
عريضة “أخبرتهم عن بوراني بانجان وهو طبق باذنجان حيث نقشر
الباذنجان ثم نقطعه لشرائح قبل أن نقليه ونطهوه. أحب هذا الطبق
بشدة واقترحت على المطاعم إعداده.”
وعلى الرغم من أن معظم المهاجرين الذين يحاولون دخول المجر لا
يعتزمون الاقامة فيها لكنهم ينوون السفر غربا لاسيما الى ألمانيا
فان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يقول إنه يعمل على إنقاذ
“القيم المسيحية” لأوروبا باغلاق الطريق البري الرئيسي. ومعظم
المهاجرين من المسلمين.
وينقسم محبو الطعام في بودابست الذين يستمتعون بالطعام
الأفغاني والاريتري بشأن قضية المهاجرين.
فقد قال مستثمر يدعى أنتال كارولي (44 عاما) “أرى أن علينا على
المدى القصير أن نساعد أولئك الذين لا ينامون جيدا ويعانون الجوع
والعطش لاسيما أولئك القادمين من مناطق حرب وتعرضوا لمواقف عصيبة
لا يمكن تصورها بالنسبة لنا.”
أضاف كارولي وهو ينهي تناول وجبة من المعجنات الأفغانية
الرقيقة المحشوة بالبطاطس والبصل والتي تسمى بولاني – قُدمت له مع
سلاطة زبادي (لبنة) سورية- إن حل الأزمة على المدى البعيد يقع على
عاتق الدول الأصلية للمهاجرين.
ولم يكن بمقدور صديقه سولت فاركاس -الجالس على الجانب الآخر من
الطاولة- أن يؤكد ما اذا كانت فكرة إقامة السياج جيدة أم لا لكنه
قال إنه كان لزاما على الحكومة المجرية العمل لإدارة الأزمة.
أضاف “هكذا تصرفت الحكومة وسنرى لاحقا ما اذا كان جيدا أم
لا..التاريخ سيحكم.”
وفي بلد به مثل هذه الآراء المتضاربة قال إيفان ساندور مدير
مطعم مانجا كاوبوي الذي يقع في حي مزدحم ببودابست إن المشروع الذي
يقدم فيه مهاجرون وصفات طعام تحضرها المطاعم يمكن أن يسهم في تخفيف
التوتر الذي تغذيه أزمة المهاجرين في المجر.
أضاف ساندور الذي يشارك مطعمه في المشروع مع 9 مطاعم أخرى “أرى
أن جميع الأطراف حاولت في الأسابيع الخيرة استغلال هذه التوترات
لتحقيق بعض المكاسب السياسية. وأرى أنه بمد طاولة عليها طعام جيد
ربما يمكننا تخفيف تلك التوترات.”
وساعدت قاطنة بودابست سابا تيسفاي (37 عاما) المولودة لأم
مجرية وأب اريتري مطعمين على اختيار أطباق وطنية اريترية منها
انجيرا وهو عبارة عن خبز مفرود مع حشو يُقدم مع لحم بقري حار
ودجاج وهريس بيض وعدس.
وأكدت تيسفاي أنها لم تتعرض لأي مشكلات على الاطلاق كابنة نشأت
في المجر من الجيل الثاني لمهاجر لكنها قالت إن أزمة المهاجرين
حاليا تجعل الحياة أصعب.
وأضافت “يمكنك أن تشعر بذلك عندما يتساءل الناس: متى وصلت الى
المجر؟. ربما يقولون ذلك ليس رغبة في تقديم مساعدة لكن للسخرية
باحساس مفاده: هنا لدينا مهاجر آخر. حدث ذلك لي في السوق في الآونة
الأخيرة ولم يحدث مطلقا من قبل. لذا شعرت باحساس سئ للغاية.”
وعبر أكثر من 240 ألف مهاجر فروا من الصراعات والفقر في الشرق
الأوسط المجر منذ بداية العام حتى الآن. ويبحث معظمهم عن اللجوء
لدول ثرية في غرب اوروبا.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير أيمن مسلم)