أنقرة (زمان عربي) – نظّمت السلطات التركية في أنقرة مراسم لتشييع جثمان ياوز سونات جوزال قائد كتيبة فرق العمليات الخاصة بقوات الدرك “الجاندرما” الذي استشهد خلال اشتباكات مع عناصر من منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية في مدينة تونجالي شرق تركيا.
وأبدت أمينة جوزال ردة فعل خلال تشييع جثمان ابنها الشهيد الرائد ياوز جوزال قائلة “لا يهمني، ليلقِ بي في السجن، لكن جنوده (أردوغان) في حزب العمال الكردستاني هم مَن قتلوا ابني”.
جدير بالذكر أن الأعمال الإرهابية التي انقطعت بسبب المشاورات التي أجريت بين حكومة حزب العدالة والتنمية ومسؤولين في العمال الكردستاني اندلعت فجأة عقب انتخابات السابع من يوينو/ حزيران الماضي، وعزت أحزاب المعارضة في تركيا سبب عودة الإرهاب إلى عدم انفراد أردوغان بالحكم والحصول على الأغلبية البرلمانية المطلقة في تلك الانتخابات.
وقال أردوغان في وقت سابق خلال الحملات الانتخابية إنه إذا تم منحه 400 نائب بالبرلمان من أجل تطبيق النظام الرئاسي بدلاً من البرلماني المعمول به حاليًا سيقوم بتسوية المشكلة الكردية بسهولة. إلا أنه اعترف بعد ذلك خلال مشاركته في برنامج تليفزيوني أن العمال الكردستاني خزّن أسلحة على مدى عامين خلال عملية السلام الرامية في الأساس لحل الأزمة الكردية وأنهم لم يتدخلوا للحيلولة دون ذلك.
وعقب انتخابات 7 يونيو، استشهد ما يقرب من 130 من رجال الأمن والجنود نتيجة هجمات العمال الكردستاني. واللافت أن أقارب الشهداء ألقوا باللوم والمسؤولية في معظم مراسم تشييع الجثامين على العمال الكردستاني وأردوغان، محملين إياهما معاً مسؤولية استشهاد أبنائهم.
وأبدت أمينة جوزال والدة الشهيد الرائد ياوز سونات جوزال خلال مراسم تشييع جثمانه بجامع “كوجه تبه” في العاصمة أنقرة أمس ردة فعل شديدة على أردوغان والحكومة. وقالت “جنودهم من قتلوا ابني. ألقوا بي في السجن إن شئتم، فليدخلني السجن. جنوده التابعين للعمال الكردستاني هم الذين قتلوا ابني. ماذا فعل ابني لهم؟ إنه لم يكن يؤذي ويضر حتى النملة، ولم يكن يضمر الحقد والضغينة لأحد. إنهم غذوا عناصر العمال الكردستاني بالأسلحة. فهم من قتلوا ابني. ماذا فعل ابني بهم؟ لا أخافكم فلتلقوا بي في السجن إن شئتم”.
واللافت أن أول مسؤولي حزب العدالة والتنمية الذين جاءوا لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد كان أمر الله إيشلر نائب الحزب عن أنقرة ونائب رئيس الوزراء السابق. وصاحت الأم المنفطر قلبها على فراق ابنها لحظة وصول إيشلر قائلة “قلتُ للمحافظ بأن لا يحضر هؤلاء إلى مراسم تشييع جثمان ابني، لقد نبّهته بذلك، إلا أنهم حضروا”، وعقبها اضطر إيشلر إلى مغادرة المكان قبل أن يعزي أقارب الشهيد.
من ناحية أخرى، انهال أنصار حزب العدالة والتنمية المتطرفون بكلمات جارحة وصلت إلى إساءة وإهانة أم الشهيد المتألمة التي انتقدت أردوغان عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.