إسطنبول (زمان عربي) –يضطر سكان المدينة العملاقة إسطنبول، التي تعد واحدة من أجمل المدن في العالم، إلى البحث عن أماكن العطلات من أجل التقاط أنفاسهم والاستمتاع بالهدوء، نظرا لكون المدينة، التي يصل عدد قاطنيها إلى 15 مليون نسمة، مصدراً للتوتر والضغط العصبي بسبب الازدحام والحركة المروريّة التي تتسبب في الضيق والملل لدى من يعيشون فيها.
وتعتبر الجنان الواقعة بالقرب من إسطنبول هدفا رائعا لمن يبحثون عن الهدوء وجمال الطبيعة من السائحين الأتراك والعرب ومن أنحاء العالم.
ونقدم لكم بعضاً من تلك الأماكن القريبة من إسطنبول لقضاء عطلة في هذه الأيام التي نودع فيها فصل الصيف ونستقبل فصل الخريف.
بلدة مينجين Mengen
إن بلدة مينجين Mengen التابعة لمدينة بولو هي منطقة مناسبة بالنسبة لمحبي قضاء العطلات في فصل الخريف، وبخاصة أولئك الذين يعشقون التصوير الفوتوغرافي سيحبون كثيرًا المناظر التي سيجدونها أمامهم في المنطقة؛ ذلك أنها تتحول إلى منطقة مزركشة بالألوان في فصل الخريف بفضل أشجار الزان والبلوط والزيزفون وغيرها من الأشجار.
وعادةً ما يمكن مشاهدة مثل هذه المناظر عن بُعد إلا أن غابات مينجين تمتح لزائريها مشاهدة هذه المناظر حتى عن قرب، داعية إيّاهم إلى ممارسة رياضة المشي بداخلها. كما يمكن زيارة حديقة “شيرين يازي” الطبيعية في اليوم نفسه الذي ستقضون فيه هذه العطلة. وهي مكان مناسب جدًا من أجل تحقيق حلم الاستمتاع بالهدوء لأنه لم يكتشفه بعد كثير من الناس.
وإذا ما أردتم أن تعيشوا هذه المتعة مدة أطول يمكن إضافة يوم آخر لتبيتوا في هذه المنطقة، والمكان الذي يمكن اقتراحه للمبيت؛ هو منتجع “نيسيلجه”Nesilceالقريب من حديقة “ييدي جوللر”Yedigöller الوطنية وهو واحد من عشرات الأماكن الجميلة الموجودة في مينجين.
ومن أجل الوصول إلى بلدة مينجين والمنطقة المجاورة لها فينبغي عليكم تحمل السفر مسافة ثلاث ساعات من إسطنبول.
التوجه إلى سابانجا بعد إفطار قروي
إن منطقتي “معشوقيّة” Maşukiye و”سابانجا” Sapanca من الأماكن التي يعرفها من يعيش في إسطنبول ويحبون قضاء عطلات نهاية الأسبوع فيها.
وعلى الرغم من عدم وجود إمكانيات كبيرة للمبيت في معشوقيّة إلا أنها تتمتع بإمكانية تناول الإفطار القروي في السنوات الأخيرة.
لامجال لانتقاد جمال الأماكن التي تقدم لزائريها منتجات وأكلات قروية طبيعيّة. وعلى الرغم من أن بعض الزائرين لايرتاحون للأطعمة التي تُقدم في صحون أصيلة إلا أنها تستحق التجربة.
ويمكن المرور بعد بلدة معشوقيّة بمزرعة “زيليش” Zelişçiftliği الموجودة ببلدة سابانجا. وهذه المزرعة فيها بيت جبلي يطل على بحيرة سابانجا من الممكن زيارته في فصلي الربيع والشتاء وليس في فصل الصيف فقط. أما عن الطعام الذي يقترحه المترددون على هذا المكان؛ فهو طبق الكبدة.
قبل أن تجف آخر أنهار منطقة مرمرة
إن منطقة “باللي كايالار” Ballıkayalar التي تبعد مسافة ساعة من إسطنبول هي أحد الأماكن التي حافظت على طبيعتها في منطقة مرمرة.
وتُعرف منطقة “باللي كايالار” التي تقع في قرية طاوشانلي القريبة من جيبزةGebze بمجراها المائي الذي يتدفق من واد كبير وصخورها شديدة الانحدار. وهو ما يجعلها تلفت أنظار محبي رياضتي المشي في الأماكن الطبيعية وتسلق الصخور.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الذين لا يحبون المغامرات بين الصخور أو الذين يأتون بصحبة أولادهم لن يشعروا بالندم إطلاقًا على قطعهم هذه المسافة ومجيئهم إلى هذا المكان. إذ يمكن الاستمتاع بتناول وجبة من المشويات على جانب المجرى المائي مع الأولاد ليشعروا بمتعة لا يمكنهم تجربتها في إسطنبول.
أما الذين يجدون تعبًا وصعوبةً في عمل الشواء بأنفسهم فنقول لهم إن المحال الموجودة داخل الحديقة الوطنيّة تفتح أبوابها في انتظار ضيوفها. والوادي يشهد تدفقًا كبيرًا في أشهر الصيف من أعضاء المعسكرات ونوادي تسلق الجبال الجامعيّة. وثمة فائدة من الاستمتاع بالهدوء في فصل الخريف بالنسبة لرحلة يوم واحد.
“إيغنه أدا” İğneadaللراغبين في التجول بين المروج الخضراء
هذه المنطقة التي تبتهج شواطئها في موسم السياحة البحرية بعدد كبير من الزائرين، تستضيف في فصل الخريف محبي المشويات ومن يرغب في إقامة المعسكرات.
أما الراغبون في التجول بين المروج الخضراء فعليهم أن يبتعدوا عن الشاطئ قليلا ويتجهوا صوب غابات “لونغوز”.
وغابات “لونغوز” تعد مناسبة لعمل الشواء وترتيب الرحلات أكثر من كونها متاحة لإقامة المخيّمات. وبعد قضاء وقت يسير بالأكل والشرب والراحة قد يكون من الأفضل ممارسة رياضة المشي في دروب الغابة.
وقبل أن تتجهوا إلى طريق العودة فيمكنكم زيارة كهف “دوبنيسا”Dupnisa. رغم وجود مساحة للتنزه في مدخل الكهف أيضا إلا أنه يبدو أن غابات لونغوز خيار أفضل لأن مدخل الكهف يكون مزدحما في أغلب الأحيان. وبهذا يمكنكم التقاط صور مناظر الخريف في الغابة التي تحتوي عددا من البحيرات بعضها كبيرة وبعضها صغيرة.