تقرير: مسعود تشاويك ألب- مجلة أكسيون” (Aksiyon)
أنقرة (زمان عربي) – اعتبر المعلقون السياسيون كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،التي أعلن فيها للمرة الأولى أن “الأسد من الممكن أن يشارك في مرحلة انتقالية” بعد أن كان أكثر زعماء العالم المعارضين لبشار الأسد منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 اعترافًا بانهيار السياسة الخارجية التركية الخاصة بسوريا.
يشير الخبراء السياسيون الذين اعتبروا كلمة أردوغان اعترافاً بانهيار السياسية الخارجية التركية إلى أن أردوغان بدأ يرى الاتجاه العام في العالم بشأن الأزمة السورية، ولهذا السبب فهو لا يرغب في أن يتعرّض لعزلة أكثر من ذلك.
وقال أردوغان للصحفيين في معرض تعليقه على الأزمة السورية أولاً في المساء عندما كان على متن الطائرة لدى عودته من العاصمة الروسيّة موسكو، وفي صباح اليوم التالي لدى خروجه من صلاة عيد الأضحى إنه بدأت مرحلة جديدة في هذه الأزمة، لافتًا إلى أن أنقرة تبحث مع كل من أمريكا وروسيا عن حل لهذه الأزمة.
وأفاد أردوغان بأن وزراء خارجية الدول الثلاث التقوا قبل أسبوع في السابع عشر من سبتمبر/ أيلول الجاري في سوتشي في روسيا، وطرحوا على طاولة المفاوضات موضوع المرحلة الجديدة للأزمة السورية. وقال إن “المرحلة الانتقالية قد تشهد أمورًا من قبيل مشاركة الأسد في مرحلة انتقالية”، التصريح الذي رآه خبراء السياسة الدولية تراجعاً واضحاً في سياسة تركيا المتعلقة بسوريا.
عذرًا “أخي الأسد”!
علّق السفير المتقاعد عثمان كوروتُرك الممثل الخاص السابق في العراق، في حوار أجرته معه صحيفة “زمان” التركية، على كلمة أردوغان الأخيرة بخصوص الأزمة السورية بقوله:”إن كلاً من أمريكا وروسيا تخططان لمرحلة تسوية جديدة للأزمة في سوريا، الأمر الذي أجبر أنقرة على الميل والتوجه إلى تغيير لغة خطابها أو استخدام خطاب أكثر ليونة حتّى لا تبقى خارج هذه المرحلة الجديدة”.
وأوضح كوروتُرك أن حكومة حزب العدالة والتنمية باتت بمعزل عن العالم وفي حالة عزلة على الصعيد الدولي بسبب السياسات غير العقلانيّة التي انتهجتها منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، مضيفا أن “مراحل السياسة الخارجية غير الموزونة والمحسوبة التي أقدم عليها العدالة والتنمية أفقدت تركيا هيبتها وسمعتها على الصعيد العالمي. حيث إنها غيّرت مسارها في سياستها تجاه سوريا كما حدث في الأزمة الليبية بقيادة القذافي؛ فالعدالة والتنمية الذي تراجع، بين عشية وضحاها، عن إصراره في المطالبة برحيل الأسد طوال 4 سنوات، وأعطى الضوء الأخضر بفترة انتقالية بمشاركة الأسد، لن أندهش عندما أراه قد عاد مجددًا – عما قريب- إلى سابق خطاباته ومنادته الأسد بـ”أخي الأسد”.
وبالمناسبة، كان محمد سعيد رمضان البوطي، أحد أكبر علماء الدين في سوريا، قد طالب الرئيس أردوغان في رسالة أرسلها له، قبل استشهاده في حادث الاغتيال الذي تعرّض له في عام 2013، بأن تقدم تركيا دعمها لفترة مرحلة انتقالية بمشاركة الأسد من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا.
وأشار البوطي في رسالته إلى أنه “في حال وقوف تركيا أمام بشار الأسد سيلتف نظام البعث حول الأسد، وهو ما يفضي إلى تعمّق الاشتباكات والصراعات بين الشعب والنظام، ويجر سوريا إلى كارثة. إلا أن أردوغان ضرب بهذه الرسالة عرض الحائط وأدار ظهره لنصائح البوطي.
وفيما يلي كلمات تاريخيّة أدلى بها أردوغان في وقت سابق حول الأسد وسوريا:
– 5 سبتمبر 2012: “سنذهب في أقرب وقت إلى الشام (دمشق).. وسنعانق إخواننا هناك، وسنصلّي في الجامع الأموي”.
– 30 ديسمبر/ كانون الأول 2012: “هناك ما يزيد عن 100 دولة في العالم تعترف بقيادة الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ماذا يعني هذه؟ هذا يعني أننا لا نعترف بك يا بشار الأسد، هيّا ارحل”.
– 5 مايو/ أيار 2013: “نحن لا نشبه دولاً وأمماً أخرى. نحن لسنا دولة تصمت من أجل المصالح والتوازنات. يا بشار الأسد؛ والله لتُحاسب على أفعالك.. وستدفع الثمن غاليًا جدًا”.