طهران- أنقرة- مكة المكرمة (وكالات)- طالبت إيران بالاشتراك في التحقيقات حول أسباب التدافع المفجع الذي أودى بحياة 717 شخصًا بينهم 131 إيرانيا بالقرب من مكة خلال مناسك الحج أول من أمس الخميس، فيما صدرت تصريحات عن مسؤولين أتراك تؤيد مطلب إيران بإسناد تنظيم الحج إلى دول أخرى غير السعودية.
وقال النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري للتلفزيون الرسمي الإيراني بعد اجتماع استثنائي للحكومة أن “بلدانا مثل إيران عانت كثيرًا، يجب أن يكون لها ممثلوها أثناء التحقيق لتحديد أسباب الكارثة والحصول على تأكيد بأن هذا الأمر لن يتكرر في المستقبل”.
في السياق نفسه، دعا أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لمشاركة مندوبين في التحقيقات، عن الدول التي لحقت برعاياها هذه الكارثة، كإيران والمغرب، وأغلبية الدول التي تأذت من الحادث.
وقال نصر الله في لقاء تلفزيون على قناة “المنار” التابعة لحزب الله، إن “أخذ حادثة منى إلى الصراع السياسي يسييء إلى الحجاج، ومن المنطقي أن تتحمل الحكومة السعودية مسؤولية ما حصل”.
وكان حادث التدافع الذي وقع في مشعر “منى” بمكة المكرمة يوم عيد الأضحى المبارك أول من أمس الخميس وخلف مئات حالات الوفاة والمصابين، قد أعاد الحديث عن المطالبات بتدويل شعائر الحج بتقديم المساعدة والإشراف على المناسك من قبل “منظمة التعاون الإسلامي”.
وقال رئيس الشؤون الدينية التركية محمد جورماز إن إدارة الحج تواجه مشكلة واضحة، داعيا إلى “عقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج”.
وأضاف جورماز إن تنظيم مؤتمر دولي من قبل العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي “أمر ضروري لبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج”، ومناقشة ما اعتبره “تقديم المساعدة للسعودية التي تبذل مجهودا كبيرا لتيسير أداء فريضة الحج”.
وأشار جورماز إلى أن “إهمالا وقع من القائمين على إدارة وتوجيه الحجيج هناك”، إلاّ أنه لفت في الوقت ذاته إلى أن رئاسة الشؤون الدينية التركية، لا تملك معلومات تفصيلية عن كيفية وقوع الحادث.
ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في تدابير أمن الحج، وتوجيه دعوة إلى وزراء الحج أو رئاسات الشؤون الدينية، أو المؤسسات المعنية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لبحث الأمر.
وقال محمد علي شاهين نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي إن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “دوغان” للأنباء: “هل يمكننا أن نتحدث عن القضاء والقدر فيما يحدث؟ هناك إهمال في مجال السلامة وهذه الوفيات نجمت عن هذا الإهمال”.
وأضاف شاهين الذي كان وزيرا للعدل وتولى سابقا رئاسة البرلمان التركي: “لو كلفت تركيا بالحج لنظمته بدون أن يصاب أحد بأذى بإذن الله”.
إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له رأيا مخالفاً، إذ قال “من الخطأ توجيه الاتهام إلى السعودية التي تفعل ما بوسعها، لضمان حسن سير مناسك الحج”.
وأضاف أردوغان في تصريحات للصحفيين ردا على سؤال حول حادث التدافع أن “إجراءات ستتخذ على الأرجح لتجنب تكرار مثل هذه المأساة”، مؤكدا أنه “لا يتعاطف مع التصريحات المعادية للسعودية”.
قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن “حوادث الحج تتكرر مراراً”، معرباً عن أمله أن تتخذ السعودية “الخطوات اللازمة بهذا الخصوص وأن تستفيد من التجارب السابقة”. وقال إن الأنباء الواردة من الحج “تبعث الحزن في النفوس تزامناً مع فرحة العيد”.
إلا أن الموقف الإيراني من الحادث كان أكثر حدة خاصة أن أكثر من 122 حاجا إيرانيا ذهب ضحية الحادث فيما أصيب أكثر من 60 آخرين منهم.
وأرجع المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي، كان قد قال إن الحادث وقع بسبب تعارض حركة الحجاج في الشارع 204 مع حركة الحجاج في الشارع 223 ما تسبب في التزاحم والتدافع وسقوط العديد منهم، معتبراً أن ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الذي تعرض له الحجاج بعد الوقوف في عرفة والنفرة من المزدلفة، ساهم أيضا في وقوع الحادث.
التركي أكد ضرورة انتظار نتائج التحقيق لمعرفة أسباب الحادث، مشيرا إلى أن “السعودية لن تتوانى في معالجة الأسباب”، وسيتم إعلان نتائج التحقيق فور صدورها.
وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أنه أمر الجهات المعنية بالتحقيق في ملابسات الحادث ورفع النتائج له في أسرع وقت ممكن.
وقدم الملك السعودي تعازيه في ضحايا حادث التدافع مضيفا “وجهنا الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج”.