أنقرة (زمان عربي) – تثير عمليات التفتيش والمداهمة والمضايقات التي تنفذها القوات الأمنية على المدارس الخاصة المقربة من حركة الخدمة بأوامر صادرة مباشرة عن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان غضباً كبيراً لدى الشارع العام. حيث اعتبرها شغل القوات الأمنية بأمور تافهة ومنْعَها من القيام بمهمتها الأساسية وهي اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بتوفير الأمن والحيلولة دون حدوث الهجمات الإرهابية التي ارتفعت وتيرتها على قدم وساق من جميع أنحاء البلاد.
وفي هذا السياق، وقفت الجدَّة نيهال أوزار، البالغة من العمر 65 عامًا، صارخة في وجه عملية المداهمة التي شنتها أمس الاثنين السلطات بصحبة 100 من رجال الأمن على مدارس “سامانيولو”، أحد أنجح وأشهر مدارس العاصمة “أنقرة” المعروفة بحصولها على مداليات ذهبية في المسابقات العلمية الدولية قائلة: “دعوا عنكم تناول المخدرات، فإن طلبة هذه المدارس لا يشربون حتى كولا من المشروبات الغازية. كفى هذا الظلم! عليكم أن تنهوا هذا الظلم”.
وأوضحت الجدة نيهال أوزار أنها لا تربطها أي صلة بأي من العاملين في المدرسة أو طلابها، بل إنها جاءت لدعم المدرسة فقط وتابعت قائلة: “أنا أمٌ، إلا أنني لا يمكنني السكوت على الظلم. هذا الظلم الممارس يجرح قلبي. وا أسفا عليهم، فهم يسعون ليتعرض المسلمون في تركيا لما تعرض له إخواننا في سوريا! ماذا يتوقعون أن يجدوه؟ فالأطفال الذين يدرسون في هذه المدارس لا يشربون حتى كولا من المشروبات الغازية. فكيف يدّعون بوجود سلاح أو مخدرات؟! هل من تفسير منطقي لما يحدث؟ كفى هذا الظلم! كفوا عن تشويه تلك المدارس!”.
وأكدت سيدة أخرى وهي ناهدة تورك يلماز التي درست حتى المرحلة الابتدائية فقط أنها تركت شقيقتها في غرفة العناية المركزة بالمستشفى وأتت لدعم المدرسة، وأضافت: “كنت بالمستشفى وكنت أشاهد قناة “تي آر تي” (TRT) الحكومية، فقرأت في الشريط الإخباري في الأسفل “أن السلطات تشن حملة على المدارس التابعة للكيان الموازي”. وقلت لأصدقائي إن “عازفي بريمن” يداهمون مدارسنا، وأنا ذاهبة لدعمها. إنهم داهموا شركات رجال أعمال أصحاب العقيدة السلمية لكنهم لم يجدوا شيئاً، وداهموا مقرات الصحف لم يجدوا شيئاً كذلك. فـ”عازفو بريمن” يداهمون الآن مدرستنا إلا أنهم لن يجدوا شيئاً أيضاً”.
جدير بالذكر أن المدارس الخاصة المقربة من حركة الخدمة معروفة في جميع أنحاء تركيا والعالم كله بجودة خدماتها التعليمية ونجاحها في المسابقات العلمية الدولية المختلفة، إلا أنها تتعرض لحملات تشويه مداهمة وتضييق ممنهجة من قبل السلطات بأوامر صادرة مباشرة عن قيادات حزب العدالة والتنمية خلال العامين الأخيرين. وبالرغم من عمليات البحث والتفتيش التي تجريها السلطات بصحبة فرق الشرطة، إلا أنها لم تعثر على أي شيء مخالف للقوانين أو ما يدين تلك المدارس والقائمين عليها.