غازي عنتب (تركيا) (زمان عربي) – تنتظر هدى مع ابنتيها و11 شخصًا يسكنون في منزل واحد مكون من غرفتين في مدينة غازي عنتب جنوب تركيا النبأ الذي سيأتيهم من ألمانيا. زوجها أيمن نجح في وقت سابق في أن يذهب إلى ألمانيا مع أحد أبنائه. إلا أن هدى التي تسعى لمواصلة حياتها في ظل ظروف صعبة تنتظر أن ينجز زوجها الإجراءات في أسرع وقت ليأخذهم إلى ألمانيا.
لاشك في أن مأساة السوريين الذين نزحوا إلى جميع أنحاء العالم بعدما هربوا من سوريا بسبب الحرب الأهلية التي تعصف بها حاليًا، أدمت قلوب العالم أجمع وضمائره بسبب صورة الطفل السوري أيلان كردي البالغ 3 سنوات الذي تقاذفته أمواج البحر إلى أن لفظته جثة هامدة على شاطئ بحر إيجه بتركيا.
ومع حادث الطفل أيلان، بدأت دول العالم أجمع وعلى رأسها الدول الأوروبية تتصرف بشيء من الإنسانيّة تجاه اللاجئين، وبدأوا في فتح أبوابها لاستقبال هؤلاء النازحين.
والزوجان هدى وأيمن من بعض الراغبين في التوجه إلى هذه الأبواب التي فتحت أمامهم في دول أوروبا. والرغبة الوحيدة لهدى جميل التي تعيش مع ابنتيها وأولاد شقيقها في ظل ظروف صعبة للغاية في مدينة غازي عنتب والتي تنتظر بفارغ الصبر النبأ الذي سيصلها من زوجها هي أن تذهب إلى جوار زوجها وابنها في ألمانيا.
وتروى هدى جميل الظروف التي تعيشها على النحو الآتي: “زوجي كان يعمل في بيع الحلوى. إلا أننا لم نجد مكانًا أو أجواءً هادئة يمكن العيش فيها بسبب الحرب في سوريا. لم يعد لنا راحة أو هدوء. وصراحة زوجي لم يكن يعمل منذ عامين ونصف أصلا؛ فذهب إلى ألمانيا، وذهبت مع أبنائي إلى حلب، ومن هناك ذهبنا إلى غازي عنتب بتركيا. والآن نسكن مع شقيقي الأكبر. ومطلبي الوحيد هو الذهاب إلى جوار زوجي”.
وأفادت هدى بأنهم يعانون ضائقة ماليّة، مضيفة “لا يساعدنا أحد. لذا يجب عليّ أن أذهب من هنا من أجل العيش والخبز وأولادي؛ فالحياة هنا صعبة للغاية حقًا، نعم إنها صعبة وغالية جدًا. وسمعنا أن الإمكانيات في أوروبا أفضل من المتاحة لنا هنا. والآن أملنا الوحيد هو الخبر الذي سيصلنا من زوجي. لا نريد أن نقع في الموقف الذي وقع به أيلان كردي وأسرته، فلن نذهب إلى أوروبا بنفس الطريقة التي ذهبوا بها؛ لأن المشاهد التي شاهدناها قطّعت قلوبنا. وبمشيئة الله سنذهب إلى ألمانيا عبر طرق مشروعة”.