ديار بكر (تركيا) 14 سبتمبر أيلول (رويترز) – رفعت تركيا حظرا للتجول فرضته 36 ساعة باثنين من أحياء ديار بكر كبرى مدن الجنوب الشرقي الذي تسكنه أغلبية كردية اليوم الاثنين بعد تراجع ملحوظ في أعمال العنف بين المسلحين وقوات الأمن.
وقال شهود إن حي السور وحي سيلفان خضعا لحظر تجول بينما شددت القوات إجراءات الأمن في مناطق أخرى بالمدينة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع على مجموعات صغيرة من الشباب احتجوا خلال الليل.
وقال مكتب حاكم ديار بكر في بيان “نتيجة للجهد الذي بذل في حي السور تم رفع حظر التجول اعتبارا من يوم الاثنين الساعة 1700. نشكر المواطنين على احترام حظر التجول.” وفي بيان منفصل قال مكتب الحاكم إنه تم رفع حظر التجول في حي سيلفان أيضا.
ولم يقدم البيانان أي تفاصيل عن العمليات التي نفذت.
وقتل أكثر من مئة فرد من الشرطة والجيش إلى جانب مئات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف إطلاق النار في يوليو تموز لتنتهي عملية سلام بدأت عام 2012.
وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها تركيا عضو حلف شمال الاطلسي منذ 20 عاما وتتزامن مع قتال عنيف على طول الحدود مع سوريا بين القوات الحكومية وتنظيم الدولة الإسلامية ومعارضين آخرين.
وقال حاكم ديار بكر إن حظر التجول فرض بسبب الهجمات التي استهدفت المباني العامة والحواجز على الطرق وأعمال الحرق التي قام بها حزب العمال الكردستاني. وقالت مصادر أمنية إن سبعة من أفراد الجيش أصيبوا في اشتباكات هناك يوم الأحد.
* أسوار المدينة القديمة
وقال الشهود إن سيارات مدرعة تولت حراسة مدخل حي السور الذي تحيط به أسوار تعود للحقبة البيزنطية بينما هجر سكان المنطقة للإقامة لدى أقاربهم في مناطق أخرى.
ويوم الأحد قتل مسلحون اثنين من أفراد الشرطة في تفجير سيارة ملغومة على نقطة تفتيش بمحافظة شرناق لتنطلق بعدها عملية عسكرية دعمتها طائرات الهليكوبتر قتل خلالها ستة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وبدأ الحزب مساعيه الانفصالية عام 1984 وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الصراع. وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الحزب على أنه تنظيم إرهابي.
لكن الولايات المتحدة تدعم مجموعات كردية في القتال ضد الدولة الإسلامية بسوريا وهو أمر يثير قلق تركيا من ظهور تحالف كردي موسع يسعى لإقامة دولة كردية في أراض سورية وعراقية وتركية.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمواصلة القتال حتى “القضاء على آخر إرهابي”. واندلع الصراع في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الأول من نوفمبر تشرين الثاني بعد أن جاءت نتيجة الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران غير حاسمة.
وفرض حظر تجول في بلدة الجزيرة القريبة من الحدود العراقية والسورية -حيث قتل عشرات خلال اشتباكات بين المسلحين الاكراد وقوات الامن- على مدار الساعة خلال معظم الأيام العشرة الماضية ورفع الحظر صباح اليوم الاثنين.