إسطنبول (زمانن عربي) – انتقد الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي بتركيا تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة ومسؤولي العدالة والتنمية بشأن الأحداث الإرهابية التي تشهدها البلاد والتى اعتبرها تحريضا وجرا للشباب إلى ساحات الموت من أجل البقاء في الحكم.
ودعا دميرتاش وزير الطاقة والموارد الطبيعية السابق تانير يلديز الذي صرّح من قبل بأنه يرغب في نيل الشهادة قائلا “إذا كنتَ تريد أن تستشهد فاذهب وقف ليلة واحدة في داغليجا (جنوب شرق تركيا) مع الجنود”.
وأجاب دميرتاش على أسئلة الصحفيين في المطار بعدما قطع رحلته إلى خارج البلاد وعاد إلى تركيا بسبب استشهاد 16 جنديًّا في هجوم نفذه مسلحون تابعون لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية أول من أمس في منطقة داغليجا ببلدة يوكسك أوفا بمدينة هكاري جنوب شرق البلاد.
وقال دميرتاش في معرض رده على الصحفيين إن الموت بجميع حالاته هو ألم مشترك لدى الجميع، لافتًا إلى أنهم كحزب الشعوب الديمقراطي لم يميزوا أبدًا بين حالات الموت والجنازات.
وأضاف دميرتاش قائلا: “لكن للأسف الشديد أرى أن سياسة الاستقطاب التي تنتهجها الحكومة لا تزال مستمرة. لقد آل المجتمع إلى وضعية بدأ من خلالها التمييز بين الأموات وكفن هذا ونعش ذاك. وهذا بطبيعة الحال ليس أمرًا جديدًا لكن اللغة التصعيدية التي يتبناها رئيس الجمهورية ومسؤولو الحكومة لا تجدي نفعا إلا تكريس ثقافة صب الزيت على النار وتأجيجها”.
واعتبر زعيم الحزب الكردي أن رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو سيسجله التاريخ في صفحاته بأنه قاتل الأطفال، مضيفا أن الشعب التركي برمته يعرف سبب أفعالكم هذه. إذ إنكم تجرون الجنود والشباب إلى ساحات الموت من أجل البقاء في الحكم إلا أن سياستكم هذه سيئة السمعة ولم تعد مقبولة في تركيا. هل من واجب الناس أن يموتوا لتبقى أنت في الحكم.
وجّدد دميرتاش مخاطبته لوزير الطاقة والموارد الطبيعية السابق تانير يلديز قائلا “وزير الطاقة السابق كان يرغب في الشهادة. فليتفضل ويقف مع الجنود ليلة في داغليجا. لكن طبعًا الكلام في أنقرة سهل جدًا. هل يُعقل أن يدفعوا بأبناء الشعب الفقير إلى ساحات القتال بينما أولادهم ينعمون في الترف، هل هذا شيء معقول؟”، حسب قوله.