أنقرة/أمستردام 6 سبتمبر أيلول (رويترز) – قال مسؤول تركي
اليوم الأحد إن الصحفية الهولندية التي برأتها محكمة تركية في
يناير كانون الثاني من كتابة دعاية للمسلحين الأكراد اعتقلت في
جنوب شرق تركيا “حفاظا على سلامتها” بسبب القتال الدائر في
المنطقة.
وقالت فريدريكه جيردينك على حسابها على تويتر “أنا معتقلة في
يوكسيكوفا” مشيرة إلى أنها كانت مسافرة برفقة مجموعة من المحتجين
الأكراد الذين اعتقلوا جميعا أيضا.
وجاء في تقرير لوكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) أن
جيردينك اعتقلت للاشتباه “بسفرها في منطقة محظورة.”
لكن مسؤولا تركيا كبيرا قال لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إنها
اعتقلت لتأمين سلامتها مضيفا “لم تعتقل فريدريكه لممارستها عملها
كصحفية بل لأنها كانت في منطقة أمنية تشهد قتالا ولم نضمن سلامتها
فتم احتجازها وتجري تحقيقات حاليا.”
وجيردينك صحفية حرة وتتخذ من مدينة دياربكر ذات الأغلبية
الكردية بجنوب شرق تركيا مقرا لها. واعتقلت في يناير كانون الثاني
ووجهت لها اتهامات بنشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة
لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وشجبت منظمات حقوق الإنسان وحرية الصحافة اعتقال جيردينك التي
برأت من اتهامات نشر دعاية سياسية في أبريل نيسان الماضي.
وقال مكتب وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز اليوم إنه طلب
من سفارة بلاده في أنقرة بالاتصال بالصحفية والسلطات التركية بشأن
هذه الواقعة.
وقال رول فان دير ميي المتحدث باسمه “تشعر هولندا منذ فترة
بالقلق على حرية الصحافة وحرية الرأي في تركيا. لا تزال هذه قضية
مهمة في علاقاتنا مع تركيا”.
وطالب اتحاد الصحفيين الاوروبي تركيا باخلاء سبيل الصحفية على
الفور.
وأفرجت محكمة في جنوب شرق تركيا الأسبوع الماضي عن صحفيين
يعملان في فايس نيوز بتهم إقامة صلات بمنظمة إرهابية. وأفرجت
المحكمة عن الصحفيين البريطانيين لكنها أبقت وسيطهما العراقي قيد
الاعتقال على ذمة التحقيق.
وأثارت الاعتقالات غضب جماعات حقوق الانسان ومخاوف حيال سجل
أنقرة فيما يتعلق بحرية الصحافة في الوقت الذي تشن فيه السلطات
التركية حملة أمنية على المقاتلين الأكراد وتقوم بدور أكبر في
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في
سوريا.
وتقول اللجنة الدولية لحماية الصحفيين إن مضايقة الصحفيين
ومقاضاتهم ذات تأثير مدمر على سمعة وسائل الإعلام التركية.
ويخوض المقاتلون الأكراد اشتباكات شبه يومية مع قوات الأمن في
جنوب شرق البلاد منذ يوليو تموز الماضي بعد انهيار اتفاق لوقف
اطلاق النار استمر عامين بين حزب العمال الكردستاني والحكومة
اللذين تبادلا القاء المسؤولية على الطرف الآخر بشأن انهيارها.
ويقول مسؤولون إن أكثر من 70 فردا في قوات الأمن ومئات
المقاتلين الأكراد قتلوا منذ ذلك الحين.
وألفت جيردنك كتابا بالهولندية عن أكراد تركيا وهي تنشر في
مدونة باللغة الإنجليزية تحت اسم “شؤون كردية”.