من دان وليامز
القدس 4 سبتمبر أيلول (رويترز) – قدمت الممثلة الفائزة
بالأوسكار ناتالي بورتمان أولى تجاربها الاخراجية وهو فيلم يتعاطف
مع اللاجئين الناجين من محرقة النازي (الهولوكوست) الذين أسسوا
وطنها الأم لكنها لا تراه عملا فنيا وطنيا.
وتعتبر بورتمان فيلم (ايه تيل اوف لاف آند داركنس) المقتبس عن
قصة للروائي الاسرائيلي عاموس عوز عملا شهوانيا وأشبه بالعسل المر
الذي يتأمل في نقص المثل الوطنية بأرض متنازع عليها مع
الفلسطينيين.
وفي ردها على سؤال أمس الخميس قبيل العرض الترويجي للفيلم
بالقدس على ما اذا كان المقصود بمشروعها الفني هو ان يكون مؤيدا
لاسرائيل قالت بورتمان “بالطبع لا … حقيقة اندهشت لوصفه بانه
فيلم وطني لأنه -بالنسبة لي- يحمل في جزء كبير منه احباطا للحلم.”
وقالت إنها عملت على عكس -كما جادل عوز المنتمي للحمائم-
الصورة الاولى التي قدمتها اسرائيل لنفسها “مدينة فاضلة للأيتام
الذين نجوا من الهولوكسوت (والتي) ربما تغاضت عن بعض الحقائق على
الأرض- وها نحن هنا بعد كل هذه العقود.”
ويركز الفيلم الناطق بالعبرية -والذي تؤدي فيه بورتمان دور أم
عوز التي ماتت منتحرة- على معاناة اليهود في القدس المحاصرة
بالقوات العربية في حرب 1948 لتأسيس اسرائيل. كما يعرج على ما اتبع
ذلك من سلب لملكيات الفلسطينيين.
ورغم تنازل بورتمان عن أجرها فان الميزانية الهزيلة للفيلم 4.2
مليون دولار لاقت دعما من الحكومة الاسرائيلية الثرية والحريصة على
الترويج لمعالم البلاد بالأعمال الفنية الأجنبية والتصدي لدعاوى
المقاطعة الموالية للفلسطينيين.
وقالت بورتمان إنها وضعت هذا في اعتبارها عند التخطيط لاختيار
مواقع تصوير الفيلم والتي كانت جميعها داخل اسرائيل وتجنبت الضفة
الغربية والأراضي المحتلة بالقدس الشرقية في حرب 1967 حيث تود
القوى الغربية رؤية إقامة دولة فلسطينية.
وتباين الاستقبال النقدي لفيلم (ايه تيل اوف لاف آند داركنس)
مما قد يضعف فرصه في الانتشار دوليا. ووصفته مجلة فارايتي بانه
“متعاطف بشكل فج” سيعتمد على نجومية بورتمان في التسويق له. وقالت
صحيفة جارديان البريطانية انه اقتباس “جاد” وجيد لكتاب عاموس.
(اعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)