(لإضافة تفاصيل)
اينشتات (النمسا) 4 سبتمبر أيلول (رويترز) – قالت الشرطة
النمساوية اليوم الجمعة إن عشرات المهاجرين الذين جرى تهريبهم إلى
النمسا نجوا من الموت الأسبوع الماضي عندما فتحوا باب الشاحنة التي
كانوا فيها بعتلة بعد يوم من تخلي العصابة ذاتها عن شاحنة كانت تضم
جثث 71 لاجئا.
وقدمت الشرطة النمساوية تفاصيل عن مصير الرحلتين المنكوبتين
بشاحنتين من المجر في وقت تصارع فيه أوروبا للتعامل مع أكبر أزمة
لاجئين منذ حروب يوغوسلافيا في التسعينيات والتي تفجرت لأسباب ترجع
في جانب كبير منها إلى الصراعات في الشرق الأوسط.
وقالت الشرطة في ولاية بيرجنلاند بشرق النمسا إن صور المشتبه
في أنهم أعضاء في عصابة لتهريب البشر مسؤولة عن الشاحنة التي عثر
فيها على جثث 71 لاجئا أدت إلى قضية أخرى كان فيها 81 شخصا مكدسين
في شاحنة من المجر معرضين لخطر فتاك.
وذكرت الشرطة أن كلتا الشاحنتين كانتا ملكا لنفس الشخص وهو رجل
بلغاري اعتقل إلى جانب خمسة آخرين مشتبه بهم.
وقال هانز بيتر دوسكوزيل قائد شرطة الولاية خلال مؤتمر صحفي
“وفقا لرواياتهم استطاعوا مرتين أن يفتحوا الباب الجانبي للشاحنة
بمساعدة عتلة (حتى يتسنى لهم التنفس)”. وبعد ذلك أطلقهم المهربون
قرب بلدة جولس النمساوية.
وفي حالة الشاحنة الأولى قالت الشرطة إن المهاجرين اختنقوا في
شاحنة مغلقة كانت وحدة التبريد فيها لا تعمل وإنهم لاقوا حتفهم
بسرعة على الأرجح لأن الأكسجين في الشاحنة كان يكفي لساعة أو ساعة
ونصف فحسب.
ولا توجد مؤشرات على أن المهاجرين الذين يعتقد أنهم فقدوا
الوعي ببطء حاولوا الخروج من الشاحنة. ولم يتم التعرف على أي منهم
حتى الآن.
وقال دوسكوزيل “عثرنا على 17 وثيقة سفر في المجمل. وفي ضوء هذه
الوثائق تمكننا من معرفة أنهم مجموعة مختلطة من الناس. من المرجح
أنه كان هناك سوريون وعراقيون وأفغان في الشاحنة أيضا.”
وأضاف أنه تم العثور على 40 هاتفا وجرت اتصالات بأشخاص زعموا
أنهم أقارب الضحايا.
وكان بين القتلى ثماني نساء وطفلان وأسرة تضمنت طفلة وصبيا.
واكتشفوا يوم الخميس الماضي على طريق سريع من الحدود المجرية إلى
النمسا بعد أن شوهدت سوائل الجثث المتحللة وهي تتسرب من الشاحنة.
وكانت الشاحنة مغلقة بأسلاك الأمر الذي جعل من المستحيل على
اللاجئين الهرب.
وقال مدعون إن النمسا أصدرت ست مذكرات اعتقال لها صلة بالقضية
الأمر الذي أدى إلى اعتقال خمسة مشتبه بهم في المجر وآخر في
بلغاريا. وخمسة من المعتقلين من بلغاريا والآخر مواطن أفغاني.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)