<center
ماردين (تركيا) (زمان عربي) – استشهد أمس أربعة شرطيين نتيجة انفجار عبوات ناسفة زرعها مسلحون تابعون لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على الطريق البري في مدينة ماردين جنوب شرق البلاد.
وعُثر في جيب أحد الشهداء ويدعى محمد عاكف هاتون أوغلو على وصيّة، يُحذر فيها من مشاركة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو أو أي من الوزراء في تشييع جنازته حال استشهاده قائلا: “أمنيتي من الله تعالى أن يذوقوا آلاف الأضعاف من الألم الذي أذاقوه لبلدي”.
واستهل الشهيد هاتون أوغلو خطابه، الذي يحمل عنوان “وصيتي”، والذي تم العثور عليه عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة دار جتشيت التابعة لمدينة ماردين جنوب شرق تركيا بقوله: “إذا سقطتُ شهيدًا ذات يوم في بلدة غريبة”.
وطالب في حال استشهاده بألا يشارك في تشييع جنازته رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو الوزراء أو محافظ المدينة، مبررًا طلبه ذلك بأن السياسيين كانوا نائمين وغافلين في الفترة التي أطلق عليها “عملية السلام الداخلي مع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية” ولأنهم غضّوا الطرف وتجاهلوا فعالياتها الإرهابية.
كما انتقد هاتون أوغلو في خطابه سقوط هذا الكم الكبير من الشهداء في الفترة الأخيرة، وعبّر عن مشاعره بقوله “أمنيتي من الله تعالى أن يذوقوا آلاف أضعاف الألم الذي أذاقواه لأسرتي وبلدي. أستودع الله ابنتي الصغيرة أولاً ثم أمّها وبعدها أمي وأبي. ولا استأمن الدولة على ابنتي بأي شكل من الأشكال. وأرجو ألا يصعد مسؤولو الدولة المنابر ليزعموا بأن أمانة الشهيد هي أمانتنا”.
مدون يكتب عن استشهاد رجال الأمن قبل أشهر
وفي الوقت الذي لفت فيه الخبراء الأمنيون في المنطقة إلى الضعف المخابراتي في أثناء التصدي للهجوم الإرهابي، أدّت زيادة الهجمات التي تستهدف رجال الأمن في الأيام الأخيرة إلى الحديث مرة أخرى عن الادّعاءات التي كتبها المدون الأشهر في تركيا فؤاد عوني التي ساقها عبر حسابه قبل أشهر.
وكتب عوني المعروف بدقة تغريداته وفضحه مؤامرات الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان قبل وقوعها أن أفكان ألا (وزير الداخلية آنذاك) يعمل على تأجيج الحرب الداخلية عبر رجاله في المنطقة، حيث قال لهم: “يجب أن يُقتل عدد كبير من الشرطة قدر الإمكان، لكن علينا ألا نخاطر بالجنود في الوقت الراهن”، على حد زعمه.
واللافت أنه لم تصدر أية تصريحات من السلطات الرسمية تنفي صحة هذا الادعاء، الأمر الذي أثار شبهات حول احتمال إشعال فتيل الإرهاب مجدداً من قبل بؤرة أو يد واحدة، خاصة بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف أفراد قوات الشرطة الخاصة.